السياسة و الأدب يسيطران على ترشيحات الأوسكار




ينتهي يوم الاثنين القادم آخر موعد لتحقيق أحد أهم شروط الترشح لجوائز الأوسكار عام 2013 فأول هذه الشروط أن يكون الفيلم قد عرض عرضا جماهيريا خلال العام السابق أي عام 2012 الذي يوشك على الانتهاء و رغم أن قائمة الأفلام المرشحة رسميا للجائزة التي تعتبر الأهم من بين جوائز السينما العالمية لم تعلن بعد إلا أن هناك العديد من الترجيحات و التسريبات التي يمكن أن تشكل بعضا من ملامح الصورة فهناك عدد من الجوائز و شهادات التقدير التي تمنحها جمعيات سينمائية يعتبر الحصول عليها مقدمة للترشيح للأوسكار الذي تقدمه أكاديمية الفنون و علوم السينما و اسمها الرسمي هو جائزة الأكاديمية ( Academy Award ) و هي أكاديمية فخرية لا تعليمية تأسست في مايو 1927 و تضم أكثر من 6000 عضو متخصص في الفنون و العلوم السينمائية يقومون بترشيح الأفلام التي تنطبق عليها الشروط للجوائز في الأفرع المختلفة مثل أفضل فيلم و أفضل إخراج و أفضل تمثيل و أفضل سيناريو و يعكس هذا العدد الكبير من المشاركين في عملية الترشيحات عادة المزاج السائد في المجتمع الأمريكي عموما و في عالم صناعة السينما بشكل خاص و ترشح الترجيحات التي ظهرت حتى الآن ثمانية أفلام لهذه الجوائز من بين حوالي 400 فيلم تم إنتاجها وعرضها خلال عام 2012 و من المنتظر بالطبع أن ينضم للأفلام المرشحة مجموعة أخرى من الأفلام في الأيام القادمة حيث من المنتظر الإعلان رسميا عن الترشيحات في شهر فبراير القادم ثم الإعلان عن الفائزين في شهر مارس و من بين الأفلام الثمانية التي رجحت جهات متعددة ترشيحها لجوائز الأوسكار ثلاثة أفلام تنتمي للسياسة بشكل مباشر و رابع يقترب من هذه العوالم كما أن اثنين من هذه الأفلام تسببا في انتقادات و أزمات سياسية في الولايات المتحدة الأمريكية و إيران و باكستان و هما فيلمي ( أرجو ) لبن أفليك الذي يصور عملية إنقاذ الرهائن الأمريكيين من إيران و فيلم (ثلاثون دقيقة بعد منتصف الليل) الذي يعيد تجسيد عملية اغتيال بن لادن و إذا كان الفيلم الأول قد أثار السلطات الإيرانية التي اعتبرته دعاية مضادة لها و إعادة للتذكير بعملية احتجاز الرهائن في السفارة الأمريكية في طهران و الذي انكرت السلطات و لا تزال أي علاقة لها به في حين لم تقدم أي شخص للمحاكمة فان الفيلم الثاني و الذي أخرجته و التي سبق لها الفوز بالأوسكار في العام الماضي عن فيلم (خزانة الألم) قد أثار و لا يزال ضجة كبيرة داخل الولايات المتحدة حيث أدان عدد من أعضاء الكونجرس تصوير عمليات التعذيب التي تقوم بها القوات الأمريكية على أنها المصدر الأساسى للمعلومات التى أدت لاغتيال بن لادن كما أثارت قصة الفيلم منذ البداية اتهامات لجهات أمنية وسياسية بتسريب معلومات حول تفاصيل الإعداد للعملية ومحاولة استغلالهما في الحملة الانتخابية لإعادة انتخاب باراك أوباما. أما الفيلم السياسى الثالث المرشح للأوسكار فهو فيلم لينكولن الرئيس رقم 16 فى تاريخ الولايات المتحدة والذي قاد البلاد إلى تحرير العبيد وأنهى الحرب الأهلية التي كادت أن تقسم البلاد ويقوم بدور إبراهام لينكولن الممثل دانيال دي لويس الذى ترشحه بعض الآراء لجائزة افضل تمثيل اما الفيلم الرابع والأخير المرشح للأوسكار والذى يقترب من فتره حساسة فى التاريخ الأمريكى وهى فتره العبودية ومحاولات مقاومتها فهو فيلم ( جانجو بلا قيود ) والذى يلعب بطولته النجم ليوناردو دي كابريو فترشحه ايضا بعض الأراء لعدد من جوائز الأوسكار وكان فيلم (تيتانيك) الذي قام دي كابريو ببطولته قد حقق رقما قياسيا فى جوائز الأوسكار حيث حصد 11 جائزة من اصل 14 في عام 1997 ويحتل الأدب المرتبة الثانية في الأهمية كمصدر للأفلام المرشحة للأوسكار من خلال فيلمي (البؤساء) عن رواية فيكتور هيجو الشهيد وفيلم (حياه باي) والذي اقتبس عن رواية للكاتب الكندي يان مارتيل والذي كانت قد فازت بجائزة بوكر للرواية وهو يدور حول قصة صبى ينجو من الغرق ليجد نفسه على ظهر قارب واحد مع مجموعة من الحيوانات المتوحشة و هو الفيلم الذي تشاهده الدوحة هذا الأسبوع ضمن مجموعة كبيرة من الأفلام الهامة

شاهد أيضاً

العلاقة بين الشخصية الحقيقية والروائية في مسلسل التغريبة الفلسطينية

(ثقافات) “طربوش أبو عزمي العلي”:   العلاقة بين الشخصية الحقيقية والروائية في مسلسل التغريبة الفلسطينية زياد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *