كلارا امادو مسكونة بسحر برشلونة ودهشة الطبيعة الاردنية


هدا السرحان *

( ثقافات )




حملت تجربتها الملونة الغنية بسحر الطبيعة وطاقة المكان، وانطلقت بها من مسقط رأسها برشلونة مدينة الفن والإبداع والجمال إلى إيطاليا عاصمة الفن، ثم إلى المكسيك بلاد الجمال البكر، إلى أن استقرت مع زوجها الفنان التشكيلي خالد خريس في عمّان.
الفنانة كلارا أمادو صاحبة تجربة تشكيلية واسعة وعميقة مدهشة نجحت في التعبير عن حوض البحر المتوسط المرتبط بالجغرافيا والتاريخ معا، وأبدعت في المزج بين المرئي والمتخيل؛ أيّ أنها نقلت بصمة الروح فلامست بصمة أصابعها الظاهرة على سطح لوحاتها الممزوجة بإتقان إبداعي يقترب من هندسة لونية لها قواعدها الخاصة المميزة.
ألوان لوحات كلارا أمادو خريس متدرجة تتماهى مع وقع الضوء والظل وموزعة فوق سطح اللوحة بحس وانسجام، وأسلوب الفنانة المنبعث من جمال الطبيعة والبيئة التي تشكل بدورها مخزونا لونيا يُفجر عواطف ومشاعر وبراعة الفنانة.
ولا بد من الإشارة إلى أعمالها التي مثلّت وشكلّت صور الطبيعة الأردنية بأبهى أشكالها، إذ حملت أسرار البيئة الأردنية، خصوصا تلك اللوحات التي غلبت فيها ألوان التراب وزرقة السماء بمزيج من المتخيل في وعي وروح الفنانة، والمرئي المتشّكل في الطبيعة بمنظور بصري رائع.
في لوحاتها الجاذبة يكتشف المشاهد حركة الزمن وثبات المكان وسكونه ، لأن الفنانة عبرت مراحل زمنية ولونية منحتها قدرة على خلق تشكيل جديد هو نتاج حواري بين الزمان والمكان عبر صياغة لونية فريدة تقود المشاهد إلى التساؤل وتحثّه على البحث عن معنى التشكيل الناتج عن شغف لا حدود له بجمالية المكان، وإدراك عميق بإعادة صياغته بانسياب فني إبداعي رائع.
نقف طويلا أمام أعمالها التي وثقت فيها الطبيعة الأردنية والمعالم الأجمل الموزعة من الشمال إلى الجنوب، والتقطتها بعين فنان واثق متمرّس عاشق للطبيعة يتفاعل مع محيطه بمحبة وإعجاب وشغف.
والمُتابع لأعمالها يلاحظ أنها تمثل إحدى مراحل مسيرة الفنانة التشكيلية، ففي كل معرض نرى شيئا جديدا يشكل إضافة جديدة رغم التمسّك بأسلوبها المميز بانسياب وتناغم وتناسق اللون في كل لوحاتها وحتى تلك التي تقترب من التجريد إلاّ أنها تحافظ على روح المكان بصيغته التكوينية، لكن بألوان وأحاسيس الرسامة القادمة من برشلونة المسكونة بالطبيعة الأردنية وخاناتها اللونية.
كلارا درست الرسم والتصوير في أكاديمية الفنون الجميلة في برشلونة، والرسم الجداري والحفر والتعليم البصري في برشلونة/ إسبانيا، وإيطاليا.

شاهد أيضاً

العلاقة بين الشخصية الحقيقية والروائية في مسلسل التغريبة الفلسطينية

(ثقافات) “طربوش أبو عزمي العلي”:   العلاقة بين الشخصية الحقيقية والروائية في مسلسل التغريبة الفلسطينية زياد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *