احتفى فرع رابطة الكتاب الأردنيين في إربد مؤخرا بتجربة الروائية كفى الزعبي، خلال ندوة شارك فيها الروائي هاشم غرايبة، عبر قراءة لرواية «ابن الحرام»، فيما قدم الشاعر مهدي نصير قراءة لرواية «ليلى والثلج ولودميلا»، وقد أدار الندوة الشاعر نضال القاسم.
وذهب غرايبة إلى أن ميزات رواية الزعبي «ابن الحرام» الأساسية ومفاتيحها تكمن في الوصف، ودقة التصوير والاعتماد على الصور الجانبية والاساسية، من بداية الرواية إلى نهايتها، مشيرا إلى أن هذا التصوير الدقيق بطريقة مترابطة يخدم الحدث، وهو سر نجاح هذا العمل الروائي. ولفت النظر إلى أن الرواية تقدم نموذجا سلبيا للذكورية الفجة، تحت غطاء ونسيج اجتماعي يقوم على النفاق والعلاقات الشائنة، مشيرا إلى ان المرأة في هذه الرواية تعتبر الوجه الإيجابي، وكما تقدم الرواية شخصيات نسائية لم تأخذ حقها في الرواية ولكنها تشتبك مع بعضها لتقدم لنا صورة فجة تتحدث عن هذا الواقع، وأيضا في هذا العمل نرى النخبة المثقفة منغمسة بالرذيلة، والشخصيات نجدها منحازة الى الصراع بين الشخوص والواقع وبين المثقف والمجتمع، والصراع هو ما يقوم عليه العمل بذاته، وكما تشير الرواية لأماكن الخلل في المجتمع.
الشاعر مهدي نصير تحدث عن رواية «ليلى والثلج ولودميلا.. تراجيديا انهيار الأحلام الكبرى»، فقال: إن اسم الرواية، يحمل اسم شخصيتين رئيستين احتلتا معظم فضاء الرواية: ليلى طالبة الطب العربية والقادمة من الأردن ومن ثقافة شرقية متفتِّحة نسبياً وليست منغلقة «فوالدها مناضل شيوعي يحلم بالتحرر والعدالة ويناضل في وطنه من أجل مستقبل أفضل لبلاده»، ولودميلا الروسية الفاتنة التي تحلم بالحياة وتمارسها بكل رعونتها وعمقها ودون أي عُقَدٍ ودون تكلُّف وبصدقٍ ذاتي وانسجام مع ذاتها, وبينهما برزخٌ عميقٌ من الثلج «الجغرافيا والبيئة المختلفة عن الصحراء والتي أنجبت حضارة مختلفة ومغايرة لثقافة الصحراء»، لذلك كان من المشاهد ذات الدلالة العميقة أن الذي امتلك ليلى كان الثلج جسديا وذهنياً. وأكد نصير أن الرواية نفسها تبحث في الزوايا الحادة المعتمة للمرأة تحديداً في ثقافتين مختلفتين في جذورهما وفي رؤيتهما للمرأة وتبحث بوعي عميق ومؤلم وتراجيدي أحيانا في هذا البرزخ العميق الذي يفصل زمنياً بين ثقافتين تتجاوران مكانياً وإنسانياً، وأيضا هذه الرواية ذات لغة رشيقة ومشرقة وعالية المستوى ودخلت بكل احتراف ووعي لمكنونات ودوافع الشخصيات الدفينة والعميقة «الآنيَّة والثقافية والحضارية والتاريخية الجمعية والشخصية».
الى ذلك قدمت الروائية كفى الزعبي ما يشبه شهادة في تجربتها الابداعية، معتبرة أن روايتها «ابن الحرام»، تقدم اشارات تتناول السلطة الأبوية بمختلف مكوناتها وظلالها وتشكلاتها في المجتمع ، الديني والثقافي والاجتماعي، مؤكدة أنها لا تحب ان تقرأ روايتها من زاوية قضية المرأة، وأضافت: «أنا مهتمة جدا بالفكر الذكوري لأن الرجل ليس وحده الذي يحمله، هناك شخصيات أنثوية تحمل الفكر الذكوري. مسألة المرأة ليست مركزية في العمل ولكنها اساسية، ولا أهدف الى طرح قضية المرأة وصراعها مع الرجل في هذا العمل، اما رواية «ليلى والثلج ولودميلا»، فأردت فيها البحث عن الخلاص الفردي في ظل الانهيار الجمالي، ولما كتبت هذا العمل كنت في حالة يأس ولم يكن لدي أمل في روسيا بأن تنهض من جديد، فكتبت الشخصيات حسب سياقاتها.
– الدستور