دليلة مالك *
فُرش البساط الأحمر للسينمائيين العرب وتحت الأضواء الكاشفة دخلوا سهرة أوّل أمس قصر المؤتمرات بمدينة وهران، إيذانا بانطلاق الدورة السادسة لفعاليات مهرجان وهران للفيلم العربي، في ليلة اجتمعت فيها أسرة السينما الجزائرية بنظيراتها العربية لبدء منافسة نيل جائزة «الوهر الذهبي»، فافتتحت هذه الدورة بالفيلم الروائي الطويل «فقط كامرأة» للمخرج الجزائري رشيد بوشارب.
بعد صعوبة كبيرة في ضبط الأمور التنظيمية، أعطى والي ولاية وهران، عبد المالك بوضياف، إشارة انطلاق المهرجان رسميا، بعد أن رحب بالمشاركين والضيوف، وألقت ربيعة موساوي محافظة المهرجان كلمة افتتاحية أكدت فيها أن المهرجان يعود في طبعته السادسة حتى نعيش الفرجة من جديد مع لقاء الأشقاء، في لحظات تاريخية يحتفل بها الشعب الجزائري بمرور خمسين سنة على الاستقلال.
من جهته، قال أحمد بجاوي الرئيس الشرفي للمهرجان، أن هذا الموعد احتل مكانة بين اللقاءات السينمائية العالمية وغدا واحدا من القلائل إن لم يكن الوحيد المتخصص بشكل كامل في الفيلم العربي، وأعرب عن فخره برؤية مهرجان وهران يعكس عبر شاشته وفي عيون عشاق السينما سير المجتمعات العربية نحو التقدم والحرية.
لكن كلام بجاوي بدا غير متطابق مع رأي الجمهور، الذي توافد بقوة للقاء نجوم السينما العرب المدعوين لحضور المهرجان، إلا أنهم تفاجأوا بغياب الأسماء اللامعة، وهو ما يضع سمعة المهرجان على المحك رغم وعود محافظة المهرجان بتحسين الأداء، وما التنظيم الهش الذي كان في سهرة الافتتاح إلا دليل عن سوء التحضير الذي تم في وقت وجيز، فقد انسحب الوفد المصري لأن أعضاءه لم يجدوا مكانا للجلوس حسبما لوحظ في عين المكان.
وفيما يخص المنافسة الرسمية لمهرجان وهران للفيلم العربي، أدرجت لجنة الترشيح 13 فيلما مطولا و14 فيلما قصيرا تمثل مختلف البلدان العربية، وستشارك الجزائر بفيلمين مطولين هما «يما» للمخرجة جميلة صحراوي و»عطور الجزائر» لرشيد بن حاج.
كما يتنافس 12 فيلما في مسابقة الفيلم القصير، حيث تشارك الجزائر بفيلمي «الجزيرة» لأمين سيدي بومدين و»النافذة» للمخرج أنيس جعاد، فيما يسجل حضور أعمال من الإمارات العربية المتحدة، مصر، المغرب، السودان، سوريا، فلسطين ولبنان.
وللإشارة، يرأس لجنة التحكيم للأفلام المطولة ملياني حاج، وهو أستاذ بجامعة مستغانم ومن مؤسسي حركة النوادي السينمائية في السبعينيات والثمانينيات، بينما يرأس لجنة الفيلم القصير المخرج الشاب مؤنس خمار.
أما فيما يتعلق بالفيلم الوثائقي فقد تم اختيار 9 أفلام أربعة (4) منها لمخرجين جزائريين وثلاثة من تونس وفيلم واحد من المغرب وآخر من فلسطين، وقد خصصت له جائزة الجمهور في سابقة للمهرجان.
وبمناسبة الذكرى الخمسين لاسترجاع السيادة الوطنية، فقد أدرج المنظمون بانوراما تضم 7 أفلام ثورية مثل «ابن بولعيد» لأحمد راشدي و»وقائع سنين الجمر» لمحمد لخضر حمينة و»معركة الجزائر» للمخرج الإيطالي جيلو بونتيكورفو و»الخارجون عن القانون» لرشيد بوشارب.
وإلى جانب العروض السينمائية تمت برمجت ملتقى علمي حول «الصورة والذاكرة والتاريخ والثورة» بمركز البحث في الانتروبولوجيا الاجتماعية والثقافية من تنشيط مؤرخين وسينمائيين، فيما سيحتضن المسرح الجهوي لوهران عدة ورشات للتكوين في تقنيات سينمائية شتى.
( المساء الجزائرية )