الأديبة السعودية بدرية البشر : لست ملحدة.. واستخدم عقلي


حاورها : حسين عبد الرحمن – دبي

كانت واثقة من نفسها، ولم تتردد في الاجابة. لذلك لم تطلب الاسئلة مقدما او تتحفظ على اي سؤال، لكنني شعرت ان نبرتها تغيرت عندما سألتها عما إذا كانت ترغب في زيارة الكويت.
توقفت وانخفض صوتها، ساعتها شعرت كمْ كان قرار منعها من دخول الكويت قد أثر في الأديبة والكاتبة الصحفية السعودية بدرية البشر. لكنها كانت متفائلة بان هذا القرار لن يصمد.
وبعد إجراء هذا اللقاء معها، ترددت معلومات ان «الداخلية» قد رفعت الحظر عنها.
وقالت البشر «نعم انا أصبت بفزع عندما اخبرني الضابط بمنعي من دخول الكويت، والخطة الامنية.. وضع الناس على قائمة المنع، هذا ليس بخطة امنية، هذه خطة فزع وليست خطة أمن».
واضافت في حوارها الشامل مع القبس في مقر اقامتها قي الجميرة بدبي: ان غياب الديموقراطية «جعل تعليمنا سيئاً، والمشاركة السياسية غائبة، جعل حضورنا في الشارع لا يتمتع بكل الحقوق الانسانية، والديموقراطية الكويتية لم تنحرف ولكن لم تتقدم، وانا ارى ان ديموقراطية من دون احزاب تبقى ناقصة».
وقالت البشر إن القوى الاسلامية الخليجية «تفتقد التسامح وخاصة مع الآخر».
واتهمت التيار السلفي بأنه «يسعى الى تشويه صورتي لانني استخدمت عقلي، واصبحت اللحية والثوب القصير للرجل، والقفازات للمرأة والغطاء هي الاشكال المطلوبة لكي تكون حياتك سهلة في مجتمعاتنا وحياتنا اليومية».

وفي ما يلي الحوار:

● أبدأ معك الحوار من مطار الكويت.. لماذا منعوك من الدخول؟ هل أنت مشاغبة؟

– هذا السؤال من الصعب الإجابة عنه من زاويتي انا. السبب الحقيقي لا يعرفه الا اصحابه، اما تفسيري لما حدث فهو شيء كبير، والناس يريدون اجابة كبيرة، ولكن في الحقيقة المسألة لا تخضع لهذا المنطق لا يوجد سبب كبير لحادثة كبيرة، يوجد سبب اكثر من تافه لحادثة كبيرة.

● قيل إنك كتبت ضد الكويت؟

– (تجيب فورا وبقوة).. إطلاقا، أبداً لم يحدث.. والدليل انني مازلت مستمرة في زاويتي في جريدة الجريدة الكويتية.

● من وراء المنع في رأيك؟

هناك قوى سلفية متشددة من مصلحتها وضعي في هذه الصورة، صورة الطريدة، فالسلفية السعودية لها مصلحة مباشرة، وأنا كاتبة رئيسية في الصحف السعودية، وكتبي تجد شعبيتها بالدرجة الأولى عند الجمهور السعودي، وبالتالي المستفيد من تشويه صورتي هو التيار المتشدد داخل السعودية.

أولى الضحايا

● هل هو قرار متعمَّد ويستقصدك؟

– أصبت بالرعب عندما أخبرني أحد الأشخاص ممن كانوا ينتظرونني في المطار، ولم نكن نعرف من الذي يمكن أن يمنع مواطنة سعودية من دخول الكويت! من ضمن الدردشة كان أول احتمال سمعته أنني أولى ضحايا الخطة الأمنية الخليجية.

نعمل نحو الديموقراطية

● ولكن قلمك رصاص بما تحمله الكلمة من معنى.

– الكلمة لا تقتل، بمعنى أن الكلمة يجب ألا نمنحها صفة الرصاص، هي تعمل على التغيير الديموقراطي، تستطيع أن تأخذ بها أو تتركها، فلا يوجد سيف مصلت على رأسك، يقول لك يجب أن تتبعني، وهذا هو الفرق بين الطرح المتنوِّر الذي يريد أن يقود إلى التغيير بالكلمة، وبين الذي يستخدم تهمة التكفير والإلحاد.

● يقال إن أحد أسباب ملاحقتك أنك دائماً تتعرضين للذات الإلهية، ما تعليقك؟

– لا، أريد أن أصحح الجملة، لانني أتوجّه في كثير من مقالاتي، وليس كتبي الروائية، إلى ظاهرة التطرّف والتشدد والفقه ذي الرأي الواحد، أنا أحفر في الثقافة، ونحن في السعودية نعيش في ثقافة لا يتسلط عليها الناس إلا باسم الدين، ثقافة ذهنية التحريم.
وبالتالي، أنا اصطدم مع هذه الثقافة، فهي تعترض طريقي، أنا لا أفتش عنها في الكتب الغائبة، أنا أتصادم معها وأجدها في كتب الأطفال وأنا أدرسهم، أجدها في منعي من الخروج من المنزل إلا بزي يغطي وجهي ويجب ألا أقود سيارة، هناك قراءات متسعة للتدين، وهناك طروحات فقهية متعددة تبدأ من أن «الوجه حرام» وتنتهي إلى أن «البكيني حلال»، فهذه القراءات بوسع الناس ومن حقهم أن يتبعوا طريقهم الى الله عبرها، والله وحده هو الذي يحاسب الناس وليس البشر.
مرض باطني

● هل شعرتِ وأنتِ في المطار أن هناك أزمة حقيقية مثل أزمة المثقفين في الخليج؟

– منع كاتبة من دخول الأراضي الكويتية، أو أي بلد، دليل على أن هناك حُمّى تعتري هذا الجسد السياسي، وتؤشر إلى مرض باطني.

● ما المرض الباطني؟

– اختراقات.. فلا شك أن وزارة الداخلية فوجئت مثلاً أن بدرية البشر لا يوجد لها ملف أو تهمة أو جريمة، إذن هناك قوى تعاونت ووظفت قوتها واختراقها لفرض قرار في وزارة خطرة مثل وزارة الداخلية.
أفكك عقدهم

● هل يوجد بينك وبين التيار السلفي عداء؟

– اولا انا اعتقد اني احاول ان افكك عقدهم التي يحاولون ان يقيدوا بها العقل، ولا اشعر ان هناك قداسة لمؤسسات تفترض ان رأيها هو الصحيح وتضعه باسم الاسلام، انا مسلمة وتربيت في بيئة مسلمة وقرأت الفكر الاسلامي ودرست في مدارس اسلامية ولم اغادر بلدي الى ان انتهيت من الماجستير، وبالتالي لا يوجد احد قادر على اتهامي بانني جئت من الطرف الاخر، انا لست شيوعية ولم اتربّ في الولايات المتحدة، وبالتالي هذا فكري، وانا استخدمت عقلي وهم يخافون من الذي يستخدم عقله، كل اصحاب القراءات المنغلقة، اصحاب النقل، التيار السلفي المتشدد او المتشددون من السلفيين.
محاولة للاصلاح

● بعد التغيّرات التي حدثت في السعودية، ألا تعتقدين أن التيار الديني بدأ ينحصر، وتم تحجيمه؟

– بعد أحداث 11 سبتمبر كانت هناك حقيقة واضحة بأن البلد ذهب إلى أقصى حالاته المربكة، أصحبنا بمواجهة قتل في أقوى دول العالم، فجاء متزامنا مع وصول الملك عبدالله للحكم، كانت هناك محاولة للإصلاح بمنح الأصوات غير المتشددة، لا أقول الليبرالية، لأننا لا نطرح فكرا ليبراليا، بل نحاول أن نفهم أين مشاكل الخطاب الإسلامي. بعد 11 سبتمبر أصبحت لدينا فرصة، ولأول مرة في تاريخ السعودية أن نتمتع بقول رأينا، وحصلنا على فرصة عبر صحف أصبحت تتسابق في رفع سقفها تبعا لمصالحها التجارية، وبقيادات قادرة على التغيير، قلنا رأينا ولأول مرة بعد 11 سبتمبر، إلا أن التيار الديني لم تكن هذه الفترة لمصلحته، فاضطر الى التراجع خوفاً من تهمة الإرهاب، لكن هذا العيد أو هذه الاحتفالية لم تدم طويلاً، لأنه عادة الأمور تتلخبط، فليس هناك شك بأن الاسلاميين بتياراتهم المتشددة هم الأكثر عمقاً في المجتمع والمؤسسة.
الكلمة وسيلة

● ألا تعتقدين أن التيار المنفتح أو التقدمي متعثر، لأنه ليس لديه قائد أو خارطة طريق؟

– طبعاً الفكر التنويري ليس عملاً مؤسساتياً، ولكنه يتخذ الكلمة وسيلة عبر الصحف، والصحف لا تغير مثلما تغير منابر المساجد والمعسكرات الصيفية والمناهج التعليمية، أبناؤنا يدرسون نقيض ما يمارسون، يذهبون الى المدرسة ويتعلمون ان الموسيقى حرام، ويدخلون البيت ويسمعون الموسيقى، ويذهبون الى المدرسة ويتعلمون ان الفضائيات حرام، ويأتون ويشاهدون الـ mbc أو قناة ديزني، هم هذا عمقهم، فالصحف لا يقرأها إلا قلة، وهم متوغلون يمتلكون منابر المساجد، والآن هم يصمون الإعلام عندنا بأنه إعلام علماني يتبنى مشروعا تغريبيا، لأن الإعلام هو المؤسسة الوحيدة التي قدرها أن تكون تقدمية.
لا يقيد حركتي

● لماذا تسكنين في دبي؟

– زوجي له علاقة عمل مع mbc، ويتردد كثيرا إلى دبي، شعرنا انه يجب ان أجرب مكانا لا يعيق حركتي واستطيع ان افتح الباب واخرج، و هذا لا يحدث في الرياض، لأنه قبل أن اخرج من بيتي يجب أن أتاكد ان السائق موجود وأن المحلات مفتوحة أولا بعد الصلاة، واذا ذهبت للبحث عن مقهى، تجد مقهى معتماً مسدوداً من كل الجوانب

● الا تشعرين بالغربة في دبي؟

– دبي بلد خليجي والسعوديون كثر فيه.

● لماذا هذه الظاهرة لدى المثقفين السعوديين هل هي هجرة معاكسة؟
– نحن على سبيل الطرافة سميناها «لجوء اجتماعي» بحثا عن منافذ واسعة وللقادرين فقط.
مثقفونا رومانسيون

● هل تعتقدين ان المثقفين الخليجيين حتى الان لم يقوموا بدورهم؟
– اعتقد انهم يعيشون مرحلة من الرومانسية، وانا اتكلم على المثقفين، أرى عجزهم او الخلل الذي حدث في دورهم، لقد انساقوا في الحلم الرومانسي، لانك تستطيع ان تغير لو قرأت تشيخوف او باموق التركي او همينغواي الاميركي، والحقيقة ان التغيير لن يحدث لاننا قرأنا كتبا، ولكنه سيحدث اذا عرفنا كيف نفكك الخطاب الظلامي بوعي ومعرفة نصل فيهما للناس، وبتبسيط هذا الخطاب، ولكن مجتمعاتنا لا تزال امية حتى ونحن مثقفون، لان مثقفينا شفهيون اي ان المثقفين يسمعون اكثر مما يقرأون.

غياب الديموقراطية

● هل نستطيع القول ان عدم وجود الديموقراطية في مجلس التعاون ساعد على نمو التيار الديني؟

– غياب الديموقراطية خلق إشكاليات كبرى وليس القصد منها إيجاد التيار الاسلامي. وجود هذا التيار نتيجة سياسية بالدرجة الاولى وليست اشكالية ثقافية والدليل ان القوى الاسلامية اليوم تطرح طروحات لم تكن المجتمعات الخليجية تعيشها، مثلا اليوم نحن نفتقد التسامح والصدق واصبحنا مجتمعات منافقة.

حكم المرأة وحكم الرشوة

● هل المستقبل مظلم امام اجيالنا؟

– جدا، انا اعتقد ان خلق الشخصية المزدوجة بين العلن والخفاء جعل الضمير الاخلاقي يموت بحيث ان الانسان مسموح له ان يمارس ما يريد طالما لا يراه احد، هذه كارثة. كلنا اصبحنا ذوي شخصية مزدوجة وننافق، شيء عجيب ان تجد ان اللحية والثوب القصير للرجل والقفازات للمرأة والغطاء هي الاشكال المطلوبة لكي تكون حياتك سهلة، والذي يختلف مع هذا الشيء يدفع ثمنا فادحا.

«طاش ما طاش»

● هل تدفعين في بعض الاوقات ثمن موقف زوجك الفنان القدير ناصر القصبي الذي رفع راية انتقاد التيار الديني؟

– انا لست محسوبة على زوجي، ونحن عندما تزوجنا كنت اكتب في جريدة وهو لديه مسلسل في التلفزيون، مسلسل «طاش ما طاش» لعب دوراً تغيرياً في المجتمع، وهز مفهوم النقد الاجتماعي بالدرجة الاولى والنقد السياسي الى درجة متطورة، كنا في مواجهة كعائلة مع التيار المتشدد، لقد تم تحريم المسلسل وتسلم ابنائي في المدرسة بايديهم فتوى تحريم ما يقوم والدهم بعمله وكنا في محط رمي بالتكفير من المساجد، عشنا هذه الفترة، ولكن عشناها كمثقفين.
رعاية حكومية

● هل صحيح ان {طاش ما طاش} كانت برعاية حكومية؟

– هذا غير صحيح وتجيير مبادرات الافراد، وجعلها مشروعات حكومية هذا فيه نوع من افساد العمل وتحقير الناس، وكأن الناس لا يفكرون ولا يبادرون الا بمظلة حكومية.

● هل كان نافذة للتنفيس؟

– ربما هو جرس انذار للحكومة لكي تحجم التيار المتشدد.

توقف وجاء الربيع

● ما مصير «طاش ما طاش»؟

– هو استوفى شرطه ودوره خلال 18 سنة، ثم لا تنسى ان الربيع العربي رفع السقف واليوم الفرد أصبح يتظاهر في الشارع والفيسبوك والتويتر.
لا.. ولكن

● ألا تكتبين في {طاش ما طاش} بالخفاء؟

– لا، ولكن نحن بطبيعتنا انا وزوجي ناصر نتشارك، فهو يشارك معي أفكار مقالاتي وأنا أشارك معه أفكار حلقاته، ولكن كعمل متخصص ناصر لديه ورشته الخاصة وأنا لدي مكتبي الخاص ولكن من باب التعايش. وفي احدى المرات كتبت مقالة وبعد ذلك رأيتها في إحدى حلقات {طاش ما طاش} وكانت عن الذين يسرقون السيارات فقلت له: «ناصر أنت تسرق أفكاري» فقال لي: «اذا لم اسرق أفكار حبيبتي من اسرق؟!» فكان هذا جزءا من التداخل في المشروع.
تفزع الناس

● لماذا يعتبرونك قنبلة موقوتة؟

– انا الشيء الوحيد الذي اعرفه عن نفسي اني استخدم عقلي وأحاور العقول، اذا كانت هذه الطريقة تفزع الناس فسلام على الناس.
تحكيم سينمائي

● أليس غريباً وجودك في لجنة تحكيم سينمائي خاصة ان بلدك ليس به دور سينما؟

– يبدو اننا كسعوديين تكيفنا مع واقع فقر المكان والبيئة التي نحن فيها، بمعنى كنت انا وجيلي لا نستطيع شراء الكتب من المكتبات المحلية، حتى من يسافر يرسل للذي يسافر لبيروت ان يحضر الكتب، واليوم ارى الشباب السينمائيين الذين يهتمون بالسينما يحرصون على حضور مهرجانات دبي السينمائية رغم ان دبي لا يوجد فيها صناعة السينما، لكن هذا نوع من التكيف الذي يقول «ان الله يأخذ من جهة ويعوض من جهة اخرى» وهذا جزء من ذكاء الانسان انه لا يستجيب للعجز او الاعاقة.

الخلل في مشروع الدولة

● اين الخلل في المجتمع الخليجي؟

– الخلل في مشروع الدولة، وليس فقط الخليجي، ولكن حتى مشروع الدولة العربي مشروع يستحق ان يوضع على طاولة المحاسبة والمكاشفة ليفهم كيف تم تجهيل المجتمعات العربية.
كلنا ندفع

● هل تدفعين ثمن عدم وجود ديموقراطية في دول مجلس التعاون الخليجي؟

– طبعاً وكلنا ندفع.

ديموقراطية ناقصة

● كيف ترين الديموقراطية في الكويت؟

– انا لا اعتقد ان الديموقراطية في الكويت قد انحرفت ولكنها لم تتقدم، انا ارى ان ديموقراطية من دون ترخيص وجود احزاب هي ديموقراطية ناقصة.
أين المشاريع التعليمية؟

● ماذا نستفيد من الاتفاقية الامنية التي وقعتها دول مجلس التعاون؟

– هناك عصا وجزرة، نحن كلنا نأمل ان نأكل الجزرة وليس فقط ان نأخذ العصا، فمثلا اين مشروع الخطة التعليمية الموحدة التي تهمني كمواطن؟ اين خطة التعليم وان يستفيد ابني من منهج الكويت والبحرين المتقدم مثلاً، ويعزّز ويغذي مناهجنا المهترئة؟ وأين خطتنا الثقافية المشتركة والخطة الاقتصادية والخطة الأمنية المشتركة في التجول بالبطاقات وجوازات السفر؟ أعطني كل هذه الأشياء ومن ثم قل لي إن هناك خطة. أما إذا كانت الخطة الأمنية وضع الناس على قائمة المنع، فهذه ليست خطة أمنية، هذه خطة فزع وليست خطة أمن.

الفزع من المنع

● هل هذا شعورك بعد منعك من دخول الكويت؟

– نعم، أنا أصبت بفزع.
لا يريدون الديموقراطية

● لماذا يقول المثقفون والمفكرون الخليجيون لا نريد هذه الديموقراطية الكويتية؟

– الديموقراطية ليس لها اسم، لا هي كويتية ولا بحرينية أو سعودية، الديموقراطية هي نفسها يجب أن تبدأ بزرعها في أرضك، والتصادم مع إشكالياتها، وتنفيس هذه التربة للتخلص من أمراضها المجتمعية، نحن لدنيا أمراض مجتمعية مذهبية وطائفية وقبائلية وعنصرية ضد النساء.
أكره السياسة

● أنت لديك وجهة نظر بأن السياسة للرجال، أليس ذلك، أيضاً، انتقاصاً من مكانة المرأة وحقوقها؟!

– أنا أكره السياسة، فهي ممكن أن تتحالف مع الشياطين وليس لديها مانع من أن تضحي ببعض مبادئها، المثقف لا يريد أن يكون في هذه المنطقة. أما إذا وصلنا إلى بيئة سياسية أنظف، فعندها يستطيع المثقف أو السياسي أن يحفظ مبادئه.

أتمنى قيادة قطار

● هل تتمنين أن تقودي سيارة في الرياض؟

– نعم بالطبع، وأتمنى أن أقود قطاراً، أيضاً.

●عندما يركب الناس معك في القطار، إلى أين ستأخذينهم؟

– سوف آخذهم إلى الحرية والديموقراطية والعدالة والشفافية، أريدهم أن يواجهوا حقيقتهم كما يحبون.

تفاؤل

● أأنت متفائلة؟

– جداً والحمد لله.

● ما السبب؟

– كنت أظن أنني قادرة على التأثير في جيلي. اكتشفت ان هناك خيوطا بدأت تمد ويلقون فيها شبابا صغارا ليس من جيلي وهذا أعطاني حياة أخرى.

المسيحيون في الخليج

● نحن مواطنون أم رعايا؟

– مفهوم المواطنة هو واحد من مفاهيم الدولة الحديثة. والدولة اليوم أصبحت ذات تغيرات جغرافية وتاريخية وليست تحت حكم خليفة إسلامي أو أمير مؤمنين. اليوم في أرضك تعيش طوائف مختلفة وأديان مختلفة حتى لو لم يحملوا جنسيتك، اليوم الدول الخليجية المسيحيون فيها من الوافدين كتلة بشرية تتجاوز ثلث عدد المجتمع، فكيف تستطيع ان تدير هذه الكتلة البشرية اذا لم تؤمن أن لديهم حقوقا تتناسب مع ثقافاتهم وأديانهم؟! وثانياً نحن نعيش في متغيرات أهمها متغير واقع المرأة كيف يمكن ان يستوعب اذا كنا ما زلنا نعيش بمفهوم عنصري تمييزي يقول ان المرأة أقل من الرجل، ودينها نصف دينه؟! تصور اذا كانت المرأة تقود سيارة وصدمت رجلا فإنها تدفع ديته كاملة، واذا صدم الرجل امرأة يدفع النصف، بأي منطق يمكن قبول هذا الكلام؟

● هذا كلام خطير!

– خطير لأننا نعتقد أنه كلام الله واننا نتجرأ عليه، بينما هو مجرد كلام بشر. انه فقه بشري وهذا ما ينقصنا. يجب ان نفهم أن هذا الفقه التمييزي العنصري هو فقه بشري قابل للنقد والاعتراض عليه، ويجب ان نفرق بين ما يقوله الله وما يقوله البشر.

● من تقصدين بالبشر؟

– الفقهاء، هناك ثلاثة هم القادرون على فرض واقعنا السياسي والثقافي، وهم المفسرون للقرآن، والفقهاء الذين يستنتجون الأحكام الفقهية، وصاحب القرار السياسي الذي يمتلك الحق في انه يأخذ حكماً فقهياً أو لا يأخذ به.

جمل ساذجة

● كتبت عن عايض القرني وسرقته.. هل كانت فرصة ذهبية لكي تفرغي شحنة الغضب تجاه التيار الإسلامي؟

– أنا أعتقد ان عايض القرني مثله مثل كُثر يمثلون ظاهرة دينية. لا يقدمون للمجتمع الا جملاً ساذجة يستطيع أي إنسان متعلم ان يجدها في كل مكان، لكن تضافر تجهيل مدارسنا والجهل الذي لم يتحرك ساهما في جعل هذه الظاهرة ظاهرة ثرية يتكسب منها. وهل سمعت بداعية إسلامي لديه 40 مليونا أو لديه عمارة بمليار؟! فهذا لا يعمل بالدعوة الى الله. وهل تعمل بالدعوة الى الله في مجتمع مسلم؟

ابن مردوخ

● هل يجب ان يكون رجل الدين فقيراً مسكيناً؟

– بالتأكيد لا، ولكن يجب ان يكون في حدود الممكن والمعقول، ومن أين لك هذا أيضاً، وهو لم يرث ولا هو ابن مردوخ ولا هو ابن امبرطور.

● هل تريدين العودة إلى الكويت؟

– اليوم، وأنا مشتاقة لجدول اللقاءات الذي لم يتم.
أين مكانة المرأة الخليجية؟

● أين تضعين الآن المرأة الخليجية؟ أين مكانها أمام الرجل أم خلفه؟

– كنت منذ عشرين سنة أتوقع أن أتكلم عن المرأة الخليجية بصيغة واحدة، وعندما ذهبت إلى الإمارات وشاهدت المرأة هناك كما في البحرين والكويت، هؤلاء لا تستطيع أن تقول عنهن إنهن نساء خليجيات ما يتوافر لهن يجعلهن لا يشبهن المرأة السعودية، فالمرأة التي استطاعت أن تصبح وزيرة تعليم ووزيرة خارجية وسفيرة وقاضية كما في دبي ليست مثل المرأة السعودية، التي حتى اليوم يتعاركون على أن يكون لها بطاقة مدنية أم لا، أو حتى تقود سيارة.

الربيع الخليجي

● نسمع ان الخليج محصن من الربيع العربي؟

– أنا لا أؤمن بأن هناك مكانا محصنا وآخر غير محصن.

ربيع إسلامي

● هل تعتقدين ان هذا ربيع إسلامي وليس ربيعا عربيا؟

– لا أبدا، فهو اخذ طابعاً إسلامياً لأن القوى الإسلامية كانت الأكثر جهوزية

( القبس الكويتية )

شاهد أيضاً

أبورياش: المثقف معني بكل شيء في وطنه وعليه إشعال المزيد من الشموع لإنارة الطريق

الأديب موسى أبو رياش: المثقف معني بكل شيء في وطنه وعليه إشعال المزيد من الشموع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *