يوسف الشايب *
استطاعت الكوميديا الفلسطينية “هي هيك”، نص وبطولة عماد فراجين ومنال عوض وخالد المصو ومحمد الطيطي، وإنتاج الفضائية الفلسطينية، التربّع على عرش الكوميديا العربية، بفوزها بالجائزة الأولى في مونديال الإذاعة والتلفزيون العربي بالقاهرة، ونظمه اتحاد المنتجين العرب، متوفقةً على عديد الأعمال الكوميدية، ويقترب عددها من الثلاثين عملاً مصرياً، وسورياً، وخليجياً، ومن أقطار عربية أخرى لها باع طويل في الكوميديا، وتتفوّق على الكوميديا الفلسطينية حديثة العهد، في التاريخ، والإنتاج، حتى باتت مدارس للكوميديا.
ويرى كاتب نص “هي هيك”، وممثله الرئيس عماد فراجين، أن الجائزة تعني أن الفن الفلسطيني، وخاصة في الكوميديا، وضع نفسه، وبقوة، على الخريطة العربية والتلفزيونية، و”هذا إنجاز غير مسبوق لفلسطين على صعيد الكوميديا، وفي منافسة، أمام مدارس كوميدية عريقة في الوطن العربي”.
وأضاف: الاختلاف في “هي هيك” على فضائية “الفلسطينية” عن تجاربنا السابقة، يأتي على أكثر من صعيد، أبرزها التقنيات، فالصورة أكثر جودة، كما أن طريقة الطرح مختلفة، فالأسلوب رمزي وليس مباشراً، وهذا نابع من رغبتنا في التغيير، وتقديم حلقات برؤيا أكثر عمقاً، فلو أردنا انتقاد شخصيات بعينها، وبأسمائها، فإننا سنكرر أنفسنا، كون المسؤولين في المجمل لم يتغيروا، والقضايا “هي هي”.
وتابع فراجين: أعترف بأن “هي هيك” شهد حالة نضوج فني لدى جميع العاملين فيه، فقد تعلمنا من أخطائنا في التجارب الكوميدية السابقة، وهذا النضج برز عبر ردود الفعل التي تردنا، سواء في التعليقات الإيجابية على مستوى الكتابة، بحيث باتت أكثر قرباً من الكتابة التلفزيونية عما كانت عليه تجاربنا السابقة، كما أن النضج اتسع ليشمل أداء الممثلين، وهذا ربما ما أهلنا للفوز بالجائزة الإنجاز، كأفضل عمل كوميدي عربي.
من جانبها، قالت الفنانة منال عوض، الممثلة الرئيسة لـ”هي هيك”: في البداية كنا نرى أن ترشيح “هي هيك” لجائزة تايكي العربية في الأردن ضمن ثمانية أعمال عربية كوميدية بارزة إنجاز للكوميديا الفلسطينية، تلاه ترشيحها لمونديال الإذاعة والتلفزيون في القاهرة بين قرابة ثلاثين عملاً من مصر، وسورية، والخليج العربي، ومن بينها أعمال لنجوم كبار على صعيد الكوميديا العربية، ومن ثم الفوز بجائزة أفضل عمل كوميدي في “المونديال”، والذي أراه إنجازاً كبيراً للكوميديا الفلسطينية الناشئة.
وأضافت عوض: فوزنا في منافسة تشتمل على أعمال ذات مستوى إنتاجي كبير، يشعرنا بأننا سائرون في الطريق الصحيحة، فلجنة التحكيم على ما يبدو انحازت للرؤية والطرح، وتشعرنا بمسؤولية أكبر لتقديم الأفضل في الموسم الثاني من “هي هيك”، خاصة مع إدراكنا أن جائزة الكوميديا في مهرجان عربي كهذا لا يمكن أن تذهب من باب المجاملة على الإطلاق.. الفن شكل من أشكال المقاومة، وفوزنا بهذه الجائزة يصب في خانة رفع اسم فلسطين عالياً على مختلف المستويات.
من جانبه، قال ماهر شلبي، مدير عام الفضائية الفلسطينية: ما ميز “هي هيك” ككوميديا، أنها اعتمدت على محاكاة الواقع الفلسطيني بشكل كوميدي ناقد وساخر ودون ابتذال، كما كانت تعبيراً جيداً عن المتغيرات في العالم العربي، عبر طرحها مواضيع فلسطينية تتقاطع وما يعاني منه المشاهد العربي، كموجة غلاء الأسعار والمشاكل الاقتصادية، وحكم الإخوان المسلمين، والحدود، مع أن الفلسطينيين يعانون على الحدود، وفي موضوع جواز السفر، أكثر من غيرهم من الشعوب العربية.
وأضاف شلبي: المنافسة لم تكن سهلة، خاصة أن ثمة أعمالاً مشاركةً لفنانين يمكن اعتبارهم مدارس في الكوميديا من مصر وسورية، وأعمالهم ترافقها إمكانيات إنتاجية ضخمة، لكن الفوز كان للمضمون الجيد، والرؤية العميقة في “هي هيك”، وهذا يضعنا كجهة إنتاج، كما يضع فريق العمل، أمام مسؤولية كبيرة، خاصة مع مساعينا لتسويق أعمالنا المقبلة على الصعيد العربي، ولتطوير العمل في الموسم الثاني من كوميديا “هي هيك”، التي حظيت بشعبية كبيرة في رمضان الماضي، مشدداً على أن “هي هيك” في موسمها الثاني، ستشهد تطوراً من حيث النصوص، والرؤية، ومن حيث الإمكانيات الإنتاجية، لتواصل تميزها، وترتقي بالمستوى الرفيع الذي ينتظره الجمهور المحلي والعربي من الكوميديا التي باتت الأشهر على الصعيد الفلسطيني، والأفضل عربياً.
( الأيام الفلسطينية )