اليك … في الميلاد


عادل سعيد*

( ثقافات )

هبوط

لن ادّرع كأرمسترونغ
ببذلة فضاء و خوذة من فولاذ
لن أصطحب علما أو كشّافات
لن اهبط بمركبة فضاء
أو تتابعني (كاميرات) الرصد الأرضية
لن أحتاج رفيقا يؤانس وحدتي
ولن ترتبك قدماي وأنا أهبط
لن تخيفني أمواج بحر العواصف
وعتمات النصف المظلم
فقط
وأنا أقفز من حافة الكرة الأرضية
نحو كوكب قلبك القصي
سريعا واثقا
مخترقا المتاهات و السدم
هيناً
ليناً
كنديف ثلج
أو لهاث فراشة
أهبط
أنير النصف المظلم
بكشافات قلبي الساطعة
و مجسات روحي المتوثبة
أنتشر مثل عطر غيمة مرت على غابة ورد
قد أعثر على
كلمات ممسوحة ترسبت من عشق قديم
و دموع أغان لم ترسل
أشلاء موعد لم يبرم
أو أرق تسرب من دفتر ليل
وقد.. ألوان أعلام لم تغرز
وقد .. وقد
و لكنني لن أغرز علمي كما فعل ارمسترونغ
أو أخطو بخيلاء منتصر
فقط
ومن أقصى خزائن روحي التي لم أفتحها بعد
سأطلق أغنية
لم يسمعها أحد
ولم أسمعها أنا من قبل
أغنية بلا كلمات
أو موسيقى
أو لحن
أغنية ! … أغنية فقط
تهبط قبلي
أو بعدي
ولكنها ستحط بضراوة
مثل قبلة صاخبة
و أنا في الطريق إليك
هابطا من مدار قلبك الذي
لن أخرج منه
…….. إلى الأبد

* شاعر من العراق مقيم في النرويج

شاهد أيضاً

يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت

(ثقافات) يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت حسن حصاري منْ يمُدُّ لي صوْتا غيرَ صوْتي الغائِب؟ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *