( ثقافات )
يتابع الناقد الأردني نزيه أبو نضال في إصداره الجديد “الساخرون” الكتابة الساخرة في الأردن، في سياقها الشعبي والتاريخي، ومن خلال دراسة انتاج أبرز مبدعيها وفي مقدمتهم: محمد طمليه، يوسف غيشان، أحمد حسن الزعبي، أحمد أبو خليل، هند خليفات، فخري قعوار، كامل نصيرات وآخرون! ويعرض لنماذج من الكتاب الساخرين عربيا وعالميا مثل: عبد الفتاح القلقيلي، أحمد فؤاد نجم، عزيز نسين، تشيخوف، جوجول. كما يتوقف عند مضامين وأشكال الكتابة الساخرة، كما يراها كتابها والمهتمون بهذا النوع الأدبي، الأكثر رواجا في صحفنا ومكتبتنا الأردنية، وهذه الكتابة الساخرة كما يرى المؤلف تشبه كشك كتب حسن أبو علي.. هذا الكشك (القزم) الذي يقف، في قاع المدينة، بتواضع الواثق، بجانب البنك العربي العملاق، وبمواجهة شجاعة ومباشرة مع مخفر الشرطة، على الرصيف المقابل، ولعل الكتابة الساخرة في نهاية المطاف ليست سوى هذا القزم القصير الذي يمد لسانه الطويل في وجه العالم الكبير(المال والسلطة) والتعبير هنا مأخوذ من الكاتب الراحل مؤنس الرزاز ..!
ويميز المؤلف بحسم بين الكتابة الساخرة، باعتبارها موقفاً وفناً إبداعياً عظيماً، يعرض صاحبه للمطاردة والمنع والإغلاق والنفي والضرب والسجن وربما القتل، وبين الكتابة التهريجية التي تستهدف مجرد الإضحاك المجاني.. فالكتابة الساخرة هي ابنة التجارب المرّة، والمعاناة الطويلة، والانتماء المجيد لجبهة الشعب والفقراء! ولكي تكون كاتباً ساخراً عظيماً عليك أن تمر بآلام عظيمة!
هذا الكتاب يحمل الرقم ثلاثين بين مؤلفات نزيه ابو نضال، وهو الأول في موضوعه في مكتبتنا الأردنية، وربما العربية. وقد صدر بدعم من وزارة الثقافة الأردنية، عن دار أزمنة للنشر في عمان.