موريتاني يصدر رواية عن الربيع العربي ( في ضيافة كتائب القذافي )




إنجاز الصحافي الموريتاني أحمد فال ولد الدين روايته الأدبية عن سجنه لدى كتائب القذافي أضاف نصا أساسيا إلى المكتبة الأدبية الحديثة بعنوان “في ضيافة كتائب القذافي” وكان فاتحة في السرد الموريتاني الذي لم يظهر في طابع قريب من الشعر قبل هذه الرواية.

قوة رواية “في ضيافة كتائب القذافي” في انتماء مفرداتها إلى التراث العربي الأصيل والشعر منه خصوصا بمستوى لافت بينما تناولت موضوعها بطريقة صحفي ماهر في فنيات التحرير الجديد وبطريقة قاص يَركن إلى فنيات رواد السرد الحديث في منهج الكتابة وإنتاج القصص. فجاءت الرواية في 256 صفحة من الحجم المتوسط بطبعة أنيقة يظهر على واجهتها رسم للحظة متصوَّرة من لحظات الكاتب داخل السجن بينما على مقلوب الغلاف تظهر فقرة من الرواية اختارها الكاتب للعرض هناك تقول ” عندما التفت يمينا فرأيت كامل التلوع الطبيب المهذب وبجنبه الصحفي اللامع لطفي وكلاهما رافع يديه تحت رجال بأيديهم أسلحة قلت في نفسي “إي وربي لقد ألقي القبض علينا”

ما بين الصفحة 17 من الرواية إلى الصفحة 87 عرض الكاتب الجانب الأول من القصة: عندما كان داخل غرفة بقناة الجزيرة فجاءته فكرة بالسفر إلى ليبيا إلى أن وقع مع صحبته أسيرا في “قبضة كتائب القذافي” عارضا بأسلوب شيق ما تخلل المسيرة من محطات وقصص.

بينما تحمل باقي صفحات الكتاب حكاية تجربة السجن الخطيرة داخل أقبية كتائب القذافي أيام المعارك في واحدة من أخطر ثورات الربيع العربي، وقد كان الكاتب بحكم اتنمائه إلى قناة الجزيرة المهتمة بتغطية الثورة الليبية قد واجه الخطر عندما ألقي القبض عليه كصحفي ضمن فريق سري للقناة هناك ، ذلك ما تشرحه ورقات الرواية.
“ـ لا تتحركوا.. أيديكم إلى الأعلى .. لا تحرك يديك أيها الكلب.. اسكت .. دور…دور” كان ذلك لحظة اقتيادهم من قبل الكتائب.
من هنا بدأ الكاتب في تصويره لحياة السجن بما فيها من تحقيق وهمّ متحدثا عما لاقاه وهو زملاؤه من معاملة وكيف أنه تم نقلهم بين عدة سجون إلى أن استقر بهم المطاف في أحدها غداة قال له السجان هذه غرفتك فتذكَّرَ بيت ابن سيناء الذي تمثل بع العقاد يوم دخل السجن :
دخولي باليقين بلا امتراء ** وكل الشك في أمر الخروج
ثم تذكر الكاتب حاله قبل أسبوع واحد كما يقول “قبل أسبوع كنا نذرع شوارع تونس رافضين المبيت في أحد فنادقها السياحية معتبرين “إياه دون المستوى” والآن ننام هنا”

الاتصال الاول:

من القصص الآسرة مجيئا في الرواية حديث الكاتب/الأسير عن مكالمة هاتفية أجراها من داخل زنزانته بتسهيل من أحد الحراس لإيصال أولى رسالة إلى ذويه، جاء الحديث عن هذه القصة بأسلوب عربي آسر استغرق ورقتين ونيف. بعد هذا الاتصال بدقائق ” كانت قلوب في موريتانيا وتونس وسوريا وقطر تخفق حبورا بالاتصال، إنهم أحياء يرزقون” (الصفحة 180)
كما ورد في الرواية عند الصفحة 125 ذكر لمكالمة هاتفية أخرى كان لها دور بارز في مصير الكاتب ورفاقه، حيث تحدث عن اتصال هاتفي لشخصية إعلامية موريتانية أوصل أولى معلومة تؤكد سلامة فريق الجزيرة المحتجز في ليبيا ثم نتج عن ذلك القيام بجهود للإفراج تم نجاحها في الأخير.

من الصفحة 200 إلى بقية الكتاب تناول الكاتب قصة الإفراج عنه وزملائه من بداية الإجراءات والاستعدادات لذلك إلى أن وصل بيت أهله في حي بمقاطعة دار النعيم وسط العاصمة الموريتانية نواكشوط.
طغى عليه في هذا الفصل الأخير من القصة استعذاب طعم الحرية الجديدة والتعبير عن ذلك بالعديد من المعاني الرائعة فحين خرج من السجن لأول مرة استعذب حركة المرور “رأيت سائق سيارة يزمر منزعجا على آخر فشعرت بأني عدت إلى عالم الحرية الطبيعية…، عالم تصارع الناس على توافه الأمور، ما إن تجاوزنا التقاطع المروري حتى رأيت صبية خارجين من إحدى المدارس لوحة رائعة..”

تواشج الفنين

الرواية الجديدة للصحفي ولد الدين تصافح الشعرية عن كثب ربما هي أولى رواية أدبية عربية استوفت على جماليات التعبير الشعري إلى جانب فنيات العمل الروائي الجميل محققة بذلك عملا جديدا من نوعه في عالم الأدب فيه متعة للقارئ أيا كان شاعرا .. صحفيا.. روائيا.. علميا… فطابع الأدبية فيها لا يتستقل به أحد دون آخر.


( وكالة الصحافة الموريتانية )

إنجاز الصحافي الموريتاني أحمد فال ولد الدين روايته الأدبية عن سجنه لدى كتائب القذافي أضاف نصا أساسيا إلى المكتبة الأدبية الحديثة بعنوان “في ضيافة كتائب القذافي” وكان فاتحة في السرد الموريتاني الذي لم يظهر في طابع قريب من الشعر قبل هذه الرواية.

قوة رواية “في ضيافة كتائب القذافي” في انتماء مفرداتها إلى التراث العربي الأصيل والشعر منه خصوصا بمستوى لافت بينما تناولت موضوعها بطريقة صحفي ماهر في فنيات التحرير الجديد وبطريقة قاص يَركن إلى فنيات رواد السرد الحديث في منهج الكتابة وإنتاج القصص. فجاءت الرواية في 256 صفحة من الحجم المتوسط بطبعة أنيقة يظهر على واجهتها رسم للحظة متصوَّرة من لحظات الكاتب داخل السجن بينما على مقلوب الغلاف تظهر فقرة من الرواية اختارها الكاتب للعرض هناك تقول ” عندما التفت يمينا فرأيت كامل التلوع الطبيب المهذب وبجنبه الصحفي اللامع لطفي وكلاهما رافع يديه تحت رجال بأيديهم أسلحة قلت في نفسي “إي وربي لقد ألقي القبض علينا”

ما بين الصفحة 17 من الرواية إلى الصفحة 87 عرض الكاتب الجانب الأول من القصة: عندما كان داخل غرفة بقناة الجزيرة فجاءته فكرة بالسفر إلى ليبيا إلى أن وقع مع صحبته أسيرا في “قبضة كتائب القذافي” عارضا بأسلوب شيق ما تخلل المسيرة من محطات وقصص.

بينما تحمل باقي صفحات الكتاب حكاية تجربة السجن الخطيرة داخل أقبية كتائب القذافي أيام المعارك في واحدة من أخطر ثورات الربيع العربي، وقد كان الكاتب بحكم اتنمائه إلى قناة الجزيرة المهتمة بتغطية الثورة الليبية قد واجه الخطر عندما ألقي القبض عليه كصحفي ضمن فريق سري للقناة هناك ، ذلك ما تشرحه ورقات الرواية.
“ـ لا تتحركوا.. أيديكم إلى الأعلى .. لا تحرك يديك أيها الكلب.. اسكت .. دور…دور” كان ذلك لحظة اقتيادهم من قبل الكتائب.
من هنا بدأ الكاتب في تصويره لحياة السجن بما فيها من تحقيق وهمّ متحدثا عما لاقاه وهو زملاؤه من معاملة وكيف أنه تم نقلهم بين عدة سجون إلى أن استقر بهم المطاف في أحدها غداة قال له السجان هذه غرفتك فتذكَّرَ بيت ابن سيناء الذي تمثل بع العقاد يوم دخل السجن :
دخولي باليقين بلا امتراء ** وكل الشك في أمر الخروج
ثم تذكر الكاتب حاله قبل أسبوع واحد كما يقول “قبل أسبوع كنا نذرع شوارع تونس رافضين المبيت في أحد فنادقها السياحية معتبرين “إياه دون المستوى” والآن ننام هنا”

الاتصال الاول:

من القصص الآسرة مجيئا في الرواية حديث الكاتب/الأسير عن مكالمة هاتفية أجراها من داخل زنزانته بتسهيل من أحد الحراس لإيصال أولى رسالة إلى ذويه، جاء الحديث عن هذه القصة بأسلوب عربي آسر استغرق ورقتين ونيف. بعد هذا الاتصال بدقائق ” كانت قلوب في موريتانيا وتونس وسوريا وقطر تخفق حبورا بالاتصال، إنهم أحياء يرزقون” (الصفحة 180)
كما ورد في الرواية عند الصفحة 125 ذكر لمكالمة هاتفية أخرى كان لها دور بارز في مصير الكاتب ورفاقه، حيث تحدث عن اتصال هاتفي لشخصية إعلامية موريتانية أوصل أولى معلومة تؤكد سلامة فريق الجزيرة المحتجز في ليبيا ثم نتج عن ذلك القيام بجهود للإفراج تم نجاحها في الأخير.

من الصفحة 200 إلى بقية الكتاب تناول الكاتب قصة الإفراج عنه وزملائه من بداية الإجراءات والاستعدادات لذلك إلى أن وصل بيت أهله في حي بمقاطعة دار النعيم وسط العاصمة الموريتانية نواكشوط.
طغى عليه في هذا الفصل الأخير من القصة استعذاب طعم الحرية الجديدة والتعبير عن ذلك بالعديد من المعاني الرائعة فحين خرج من السجن لأول مرة استعذب حركة المرور “رأيت سائق سيارة يزمر منزعجا على آخر فشعرت بأني عدت إلى عالم الحرية الطبيعية…، عالم تصارع الناس على توافه الأمور، ما إن تجاوزنا التقاطع المروري حتى رأيت صبية خارجين من إحدى المدارس لوحة رائعة..”

تواشج الفنين

الرواية الجديدة للصحفي ولد الدين تصافح الشعرية عن كثب ربما هي أولى رواية أدبية عربية استوفت على جماليات التعبير الشعري إلى جانب فنيات العمل الروائي الجميل محققة بذلك عملا جديدا من نوعه في عالم الأدب فيه متعة للقارئ أيا كان شاعرا .. صحفيا.. روائيا.. علميا… فطابع الأدبية فيها لا يتستقل به أحد دون آخر.









شاهد أيضاً

العتبات والفكر الهندسي في رواية “المهندس” للأردني سامر المجالي

(ثقافات) العتبات والفكر الهندسي في رواية «المهندس» للأردني سامر المجالي موسى أبو رياش   المتعة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *