قصيدتان


مها العتوم *

( ثقافات )

 

لا شيء منك هنا
لكأنكَ لم تترك الليلَ لي كلّه
وتغادر
كالغجر الباحثين عن اللهِ
لا شيء منك هنا،
وكأنّ الأساطيرَ تغدو حقيقيّة
في الطريق إليك،
سنابلَ من ذهبٍ..
وجداولَ من فضّةٍ..
وحليبٍ وخمرٍ
ومحروسةً بالعفاريت والجنّ
والوهمِ..
لا شيء منك هنا،
وكأنك لم تتحدث عن الريح إلا لتحْمِلَها
وتطيرَ
وتترك هذا البياضَ المعلّق
مثل بساطٍ من الريح
يبدو،
ويخفت
بيني وبينك..
أو لكأنك لم تترك الليل
غربالَ ليلٍ
ينزُّ.. وأحمقَ
لا شيء منكَ هنا
لا أصدّق أنك كنتَ هنا.

سَنَةً لستَ فيها
ربما
سوف أمضي إلى سنةٍ لستَ فيها
سوف أمضي،
وأسرع فيها لأسبقها
أو أظلّ هنا، خفيةً، أو هناكَ
أراقبها كي تمرّ..
وقد أتنازل عمّا قصدتُ بشِعري
لتبقى المسافة واضحةً
بين لفظٍ ومعنى
.. لا القصيدة لي
لا الهواء الذي هبّ منها
وأوهمها بالتنفس لي،
سوف أمضي بلا خيبةٍ تلو أخرى
وأنجو من الموت حزنا
على مطرٍ يتصبب شوقاَ إلَيّ
لم يعد يتصبب شوقا إلَيّ
ربما سوف أمضي إلى سنةٍ لستَ فيها
.. ولا أنا فيها.

* شاعرة وأكاديمية من الاردن

شاهد أيضاً

كأس وظلال

(ثقافات) كأس وظلال عبد القادر بوطالب تلك الظلال التي طوت تفاصيل أجفاني سارت خلفي ما …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *