أُكلّم الصورةَ .. من الداخل


مؤمن سمير *

( ثقافات )

لابد أن تدفعَ لأوقنَ بأنك تحبني .
تعطيني جزءاً عزيزاً ، ذراعك أو صابونة الركبة أو نظرتك المندهشة أو رعبك .
أستلم أنا منك وأجهِّزُ النارَ وأغنّي فوق التل.. أشوي ذكرياتك ، وأستنشق بطمعٍ وأصير سميناً
وأعيش اليومين الزاهييْن …

كل يومين أحبك وأرتعد عند المطر وقبل النوم ، أحدد ما سيكون عليه قلبي
: أرسم خريطة العمل ، وأكون متأهباً للحظة قوتي وامتلاء شراييني بابتساماتك وتقبيلك لها
تحت الحذر وبكائك الصادق
على عاصفة بيتكم …

أُشَكِّلُ ملامحك على هيئة تمثالٍ من الحنين ،
أقضم منه بنهم البدائيينَ العِظام ، وأراقبه يجري داخلي كأنه لهب ، يهشم كل ما في طريقِهِ
حتى تحتل صورتك الجدران ..

لن أصدقك ، طالما تملك عيوناً تقول وكفاً يهمس .. أريدك أن تموت جواري ،
وجثتك تلتصق بي ، وتلتصق.. حتى نصير رماداً يرميه الحكماء في النهر ،
لتأخذهُ مَوْجَةٌ ،
نحو حديقة الطفل المتلفِّت داخله ..

… ومَوْجَةٌ تُظَلِّلُ بهِ
أجمل مقبرةٍ هنا ..

 

* شاعر من مصر

شاهد أيضاً

قصة “الظل” لإدغار آلان بو

(ثقافات) قصة الظل[1]. إدغار آلان بو ترجمة: عبد القادر  بوطالب                أنت الذي تقرأ ما …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *