شريف صالح
بهذا العنوان اللافت أصدر فخري رطروط الشاعر العربي المقيم في نيكاراغو، مجموعته الشعرية الثانية بعد «صُنع في الجحيم».
الديوان حافل بالقصائد والعناوين والأرقام والفواصل، إلى درجة قد تكون مربكة للمتلقي.. وبرغم حدته وإمعانه في التقاط التفاصيل، والجمل القصيرة جداً، لكنه لا يتخلى عن الصور العاطفية والأسئلة الوجودية مثل قوله في قصيدة «قبعة وحذاء»:
«العالم الذي ينتج زهوراً بهذه الرقة كيف ينتج قتلة
بهذه الوحشية؟»
أو قوله في نص آخر
«العالم نام
لا يسمع غير أنفاسه المذعورة
تجوب الطرقات الموحشة»
لا يبدو أنه يتصنع الصور المتحذلقة ولا التراكيب الغامضة، بل يحافظ قدر الإمكان على اللغة اليومية، لغة الحياة، بكل دهشتها، ومأساويتها، يعيد اكتشافها عبر النص. ويقيم حوارات لا تنتهي داخل بنية معظم النصوص التي لا تخلو من الطابع السردي أحياناً، والمشاهد البصرية المُمنتجة، ونختم بهذا المقطع.
«أشياء أكرهها
السماء الصافية
المقابر الأنيقة
الحطابين الجزارين
الجنود
الفئران
الشعر الرديء
قلبي الخرع
وحياتي»
( النهار )