مفــردات الصــمت


الشاعرة الأمريكية فيرونيكا غولُس *

ترجمة:  نزار سرطاوي



أيها الحب، ما هو اسمك الآخر؟

من الذي يمتطي الحصان الأحمر،

ذلك الذي هو دخان؟

من الذي يدوس الحقول

حيث الكلمات هي مادة الحريق؟



من الذي يصنعنا؟

أريد أن اكون حُبّاً.



تعالَ اقترب من

الرجل العاري.

فوق رأسه – خوذة.

يداه – مُكَبّلتان خلفه.



كيف ألفظها؟

أيةُ كلمة تسنطيع أن تَفتح فكّي؟



دبابات رصاص طائراتٌ بدون طيّار غارات جوّية

عقوباتُ تجويع برمجة تعديلات هيكلية

أرض مسمومة هراوات بوليسية تعذيب

عقوبات جماعية حرق بالسجائر

تعذيب بمحاكاة الغرق



لساني ينشطر.



2



من البحر الأحمر،

من مياهه المالحة،

في مياهه الضحلة الدافئة،



انظر …!

هنا أمواتي… الطيبون

يقومون!



انهم يقومون بين نهر ونهر، بين سيف وسيف.

يقومون بين ساعة الإنشاد وساعة العمل

بين الصدى وما يقول. يقومون داخل

تجويف الحوض الذي يشبه الكوب –

يقومون وينضجون ولا يُهرمون أبدا:



محمد عمر جواد علي سلمى ناديا

فاطمة سهاد حسين أحمد سلام

آزاد عائشة ميسون نهاد فيصل رعد

زيد وداد نهى هيفاء أمل كفاح سعاد

الفلوجة الرمادي ديالى البصرة غزة



3



يومي زبَدٌ يقوم منه الموتى،

هؤلاء الموتى بالذات،

هؤلاء الذين يأتون كل صباح في منتصف الصلاة.



إنهم يسندون رُكبتَيّ ويتابعون حركات يدي.

هم رواسب كل ما أحتسي.

أضع جبهتي على الأرض.

أتلعثم في القصيدة الغنائية،

أحرك اصبعي مثل الضرير على امتداد الكتابة.


 


( الدستور )
مكتوب: أنا المُسبّب – والراحة.


 


*فيرونيكا غولس شاعرة أمريكية معاصرة كرست الكثير من اشعارها لمناهضة الحروب والدعوة إلى السلام. وتُعبّر غولس من خلال قصائدها عن تجاربها الفكرية والوجدانية. ويتميز شعرها بالبساطة والوضوح والحرارة والحيوية.

ولدت غولس في مدينة نيويورك، وفيها تلقت تعليمها المدرسي والجامعي. صدرت لها عدة أعمال ومجموعات شعرية، لعل أشهرها “مفردات الصمت (2011)، الذي فاز بجائزة نيو مكسيكو للكتاب لعام 2011. وقد تناولت فيه الحرب على العراق وغزة وأفغانستان، وأسهبت في وصف مأسي الحروب وبشاعتها وما تخلفه من المعاناة والموت والدمار.

قدمت غولس محاضرات ودورات في تدريس الشعر والكتابة الإبداعية للأطفال والشباب. تقيم منذ عام 2003 مع زوجها في مدينة تاوس في ولاية نيو مكسيكو، حيث تعمل في حقل التدريس.

شاهد أيضاً

يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت

(ثقافات) يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت حسن حصاري منْ يمُدُّ لي صوْتا غيرَ صوْتي الغائِب؟ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *