د. الجبر : روائيو جائزة «البوكر العربية» مستشرقون من أبناء جلدتنا


هشام عودة – عمان

شن الناقد د. خالد عبدالرؤوف الجبر هجوما عنيفا على جائزة البوكر للرواية العربية، متهما الروائيين العرب المشاركين في هذه الجائزة بأنهم جزء من المؤامرة على الامة وهويتها وحضارتها، واصفا هؤلاء بأنهم مستشرقون من ابناء جلدتنا.

وتوقف د. الجبر مطولا في محاضرته التي القاها مساء امس الاول في رابطة الكتاب الاردنيين ضمن ملتقى السبت الادبي امام تجربة الروائي المصري يوسف زيدان مؤكدا ان راوية «عزازيل» تهدف الى الاساءة للكنيسة القبطية، فيما جاءت روايته «النبطي» لتسيء للاسلام وتقدم صورة اليهودي الطيب، لافتا النظر الى روايتين نافستا على جائزة البوكر للرواية العربية لعام 2011، احداهما فازت بالجائزة وهي رواية «دروز بلغراد – حكاية حنا يعقوب» للروائي ربيع جابر، التي تتحدث عن الحرب بين الدروز والمسيحيين عام 1860، ليقدم فيها صورة سيئة عن المسلمين العثمانيين، والرواية الثانية «شريد المنازل» للروائي جبور الدويهي التي تتحدث عن الحرب الاهلية اللبنانية.

واشار د. الجبر الى ان خمسة من اعضاء مجلس امناء جائزة البوكر هم من اليهود الصهاينة، متسائلا عن علاقة هؤلاء بالبوكر ودورهم في زعزعة ثوابت الامة، لان مجلس وايدن فيلد للحوار الاستراتيجي الذي يقوم على جائزة البوكر هو معهد مؤثر في رسم السياسات الاوروبية، وهذا وحده يكفي للطعن بهذه الجائزة واهدافها، لافتا النظر الى ان الروايات التي تفكك التاريخ العربي الاسلامي، وتسعى للاساءة الى مكون على حساب الاخر هي الروايات الاكثر قبولا في المنافسة على هذه الجائزة، ليؤكد مرة اخرى ان مثل هذا النوع من الروائيين العرب قد نابوا عن المستشرقين في تشويه التاريخ والحضارة العربية الاسلامية.

وقال د. الجبر ان الاستشراق الاوروبي الآن يقع في نهاية السلم، وان المستشرقين الاميركان هم الاكثر خطورة، خاصة المستشرقين الجدد الذي خرجوا من عباءة المحافظين الجدد، وان مراكز البحث والدراسات المنتشرة الان في الاردن والوطن العربي هي من يقوم بتقديم الدراسات للمراكز والمستشرقين الأميركان ضمن الرؤية الأميركية المعادية للأمة، محذرا من المستشرقين الصهاينة الجدد الذين يحاولون تقديم الفلسطينيين على انهم ضحايا الضحايا.

وقال د. الجبر ان الايهام والتوثيق والصور وفتنة السرد وغوايته والجنس والهويات الضيقة والايهام المعرفي بالتاريخ هي اهم صفات الرواية العربية الجديدة، مؤكدا ان الفكر الغربي اخذ منا النسخة الرشدية منقوصا منها الايمان، ليقدم صورة مشوهة لتراثنا الفكري العربي الاسلامي، ذاهبا في محاضرته الى التفريق بين الاستشراق البريطاني والفرنسي والالماني والاميركي، الذي اعتمد بعضه على اللغة والعادات والتقاليد والحضارة القديمة.

د. الجبر خاطب الحضور في مفتتح محاضرته بالقول ان كثيرا من كلامه فيه سباحة ضد التيار، مؤكداً ان كل كلمة يقولها يقصدها بحذافيرها، وانه يؤمن بالمؤامرة وليس بنظرية المؤامرة التي تحتاج الى تحليل وقانون.

الشاعر نزار سرطاوي قدم للمحاضرة وأدارها، ووضع بين يدي المحاضر عدداً من الاسئلة التي تتعلق بدور الاستشراق ووظيفته تاريخا راهنا قبل ان يقدم نبذة مختصرة عن المحاضر وعنوان محاضرته، ودور الاستشراق في تقديم صورة مشوهة للامة، والتمهيد لاستعمارها.

وفي ختام المحاضرة اجاب د. الجبر على اسئلة الحاضرين ومداخلاتهم التي تعلقت جميعها بالاستشراق الجديد والرواية العربية.


( الدستور الأردنية )

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *