في شارع بسمان ( قصيدة )


عاطف الفراية

( ثقافات ) :


إلى عمان



  في شارع بسمان.. تعبق رائحة العطر وطقطقة الكعب العالي ..
فيلمّ المتسول منديلا مبسوطا ويبحلق..
ما أجمل وجه السيدة،،
أموت أنا شنقا لعيون السيدة- يقول المتسكع-

الولد..ال..بياع الكعك اختبأ وراء جدار..
مستحيا من ندبة حرق في جبهته..

وخفيف النظر يسارع في خلع النظارة كي يبدو أوسم.. نوعا ما.

يتعثر بياع الشاي ويسقط منه النعناع..

ماسح أحذية المارّة يدهن للركبة..قدم زبون ينظر للأعلى..

إبر الحائك تدخل في عظم أصابعه..

ومصلح ساعاتٍ..أوقف كل عقاربه..

بياع الكتب المستهلكة يسارع في شتم البرجوازيين.

العتال المستعجل يفطن للدسك بظهره..

فيقرر وقت الراحة في عبق العطر وموسيقى الكعب العالي..

بياع الذرة المشوية يطفئ منقله ليخفف من تلويث الجو.

بياع البخور يسارع في النفخ على المبخرة الفضية..

وفتى مغناجٌ في باب السينما يتذكر أن امرأة يوما ما..كانت ولدته كذكرٍ

يتناثر حب البندق في باب محامص شاهين..

ويحوقل رجل متجه لصلاة الظهر
لأن العطر من المرأة في الشارع إثم.. ويقرر تجديد وضوئه.

رمضان المتوحد مع ريتشارد الثالث فيما يعرف بالسايكتري آيتن ديفيكيشن
ويجول الشارع بملابس نابليون..//
(والمرض الساكتري آيتن ديفيكيشن هذا..نتحدث عنه لمن يرغب..بعد استكمال تفاصيل النص)
يرفع قبعة بطريقة رجل أوروستقراطيٍ ويسير إلى البار
ويردد: ما أجمل وجهك أيتها الليدي. ماري أنطوانيت..
..
..
فيما ناثرة العطر وطقطقة الكعب العالي..
قبل ركوب السيارة
تبصق..وتمزق في وجه الشرطي مخالفة..
وتهدده بالطرد من الخدمة..

هنالك خرج الولد البياع الكعك فخورا بوسامة ندبته..

والأعمى..لليوم التالي يتحسس خده..
يتنهد مقهورا..ويردد:
آآآآآآآآآآآخ…..
ما أقبح رائحة امرأة
لامسها عكازي خطأ بالأمس..
وصفعتني..في شارع بسمان.


* شاعر من الأردن يعيش في الإمارات

شاهد أيضاً

يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت

(ثقافات) يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت حسن حصاري منْ يمُدُّ لي صوْتا غيرَ صوْتي الغائِب؟ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *