في غيابك سأتعلم كيف أقرأُ الجرائد


إبراهيم الهاشمي *


في غِيابك

  في غيابك

   سأتعلم كيف أقرأُ الجرائد


وكيف أُطقطقُ أصابعي

وأشربُ القهوةَ وهي باردة

   وألتهمُ “الآيس كري “ في آخرِ الليل

في غيابك

سأمشي ويدي خلف ظهري

وسأعدُ نجومَ السماءِ

سأستمِعُ لِكلِ أنواع الموسيقى

وأذهب للمقهى لأُحدق في وجوهِ الناس

في غِيابك

سأعُدُ الأسماء المدونة في مفكِرةِ هاتفي

وأُلقي كُل الأوراقِ الصفراءِ بمكتبتي

وأجلِسُ في زاويتي المُفضلةِ دون حِراك

في غِيابك

سأعُدُ قطراتِ الماء

وألعبُ مع العصافير

وأُشاهِدُ سِباق الهُجن

وأتعلمُ الغِناء

في غِيابك

سأتناولُ “البندول”

وأرشُ المِلحَ على كُلِ الطعام

وسأنامُ بِدونِ مخدةٍ أو غِطاء

في غِيابك

سأتعلمُ أن لا أعيش بدونك

ففي غِيابك

تفقِدُ الساعة َعقارِبها.

وصايا محبة

شجنٌ

بِرائِحة الأرضِ البِكر

وطعم الليمون الأخضر..

وروحٌ في الغياب حضور

ووردٌ ما بين الغيمةِ والغيمة يهمي

لأاتبعهُ..

وألتحف كل الصبابات شوقاً ووله

أدخل في مدار العشق

كالناسكين

منتزعاَ كل صبري

وصبر الغياب

حتى أكون بقربك..

أعلق رعشة روحي بكفك

حتى أكونك

أحرِرُ كل المفاتيحِ من تيهها

وأنفض الرأس على صدر

حلمي وحلمك..

أُجاهر بالوجدِ في حضرتك

أرتبُ فوضى الكلام

أنفض عن الأسرار أوزارها..

وأسجُد على عتبات الهيام

قُبالة وجهك..

وأبخره نبض قلبي

خوف الحسد

وأرقيه سبع المثاني بروحي

وألثمه..

وأرتب دقات قلبي

على دقات قلبك

وأهيل أشيائنا على بعضها

نتدثر بكل ما نملك من حسنا

ونهدهد النوم فينا

وصايا محبة..

وندفن أسرارنا في الشجن

ونرسله ورداً

ما بين الغيمةِ والغيمةِ

لكل القلوب العطاشا

ونكشِفُ كل أوراقِنا.

تعالي

تعالي

تعالي..

واستنطقي القلب بالأسئلة

ضعي نور عينيك

في لبه..

وخذي كل أجوبتي

ثم أمني الروح في حبها..

اشتعلي أنتِ في داخلي

وأكتبي العمر باسمك

يا سيدتي..

حتى يكون بوسعي

أن أنام تحت غطائك

خربشة

هذه المرأةُ

خربشتني

وقاسمت الروح

أسرارها..

إنها تتماها

تحدد من أنا

بين قوسين تكتبني

وتلم الجهات

إلى ذاتِها

تمنحُني نهرها

وتروي الفؤاد

بكلِ أغاني الوجود

تذهبُ في داخلي

تملأ كل الفراغ

بالبراهين

تعبرني

ثم تسقي القلب

سُندسها..

تتجلى ببسمتها

فوق كل البشر

تُهيئُني كي أكون بقدر

الخُلود..

تؤسِسُني

كي أليق بها

إنها..

خربشتني..

بِكُلِ بهاءِ المحبةِ..

فصِرتُ لها

خذيني إليك

شغفٌ..

وموج..

خذوني إلى البحر

قليل من الحظ يكفي

كي تسعفني الذكريات

دعوني أقلبها

صفحةً صفحةً

حيث تندس أناملها

في خضم الشجن

بين صدري وروحي

وتوقظ كل الحنين

ورغبة الماء

في عناقٍ ينير عتمة هذا الفؤاد

ليمطر كيف يشاء

بين يديها حنينه

◆ ◆ ◆

خذيني إليك

كي أستريح

فالمسافةً تأكل

كل الفصول

تسيج حلم أحداقنا

تقسو علينا

وتمنحنا لوعة الانتظار

ونزق الساحل

مبتهجاً في احتضاره

◆ ◆ ◆

أتضمخ بالبحر

عل الغرام يكلل هامتها

بالحنين

محتشداً أتجرع

كل الكلام الذي قد مضى

أتدثر في دفئه

عل ورد يديها يصافح كفي

لأهدأ..

أحبك

هل تسمعين؟

أحبك

يا طقس كل السنين

دعيني أفيق

على نور وجهك

سيدتي

لأغرق فيك كما أشتهي

أو تشتهين

هي

سلامُها

كاسمها

من الندى بحرُ

وكلامُها

أحلامُها

يشُدُه الوجدُ

أملٌ بامتداده المفتون

سماءٌ ما حدها حدُ

الحكايا دُروبها

روضةٌ كُلُها بِشرُ

عنها وعني تصوغ الحكايا

ودادٌ كُلُه زهرُ

من أُنوثة الأشجار جاءت

عنفوانٌ كله خصبُ

رُمحٌ يهُز الريح ضحكتها

وصمتُها كالندى

في فمٍ كأنه الصُبحُ

رعدٌ إذا مس الهوى أعطافها

فترِق كأنها وردٌ يعتلي وجدُ

وشمسٌ إذا كان الدُجى

وظِلٌ ظليلٌ عندها الصهدُ

اكتشافٌ أنتِ سيدتي

نصفها روحي

وها هنا نصفها قلبُ



* شاعر من الإمارات

شاهد أيضاً

كأس وظلال

(ثقافات) كأس وظلال عبد القادر بوطالب تلك الظلال التي طوت تفاصيل أجفاني سارت خلفي ما …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *