عبد الوهاب الملوح*
ثقافات:
-1-
يدُك ِ الصغيرة وهي ترتق ما تمزَّق في الغيابِ
وهي تعتق زهرة محبوسة في الظلِّ
أو تتفقد المعنى المعذَب
وهي تقرأ فقرة ممنوعة في نشيد الإنشاد
يدكِ التي عبثا يغازلها الهواء
تنام مثل بحيرة عند الأعالي
كفُّها والمدى القزحي
أناملُها الملمَّة بالتفاصيل الشهية
والسلامياتُ
عائلة الأظافر تأخذ صورة ممزوجة الألوان
يدك الصغيرة لم تقل شيئا
كانت تنام قصيدة ؟
-2-
ظلكِ أعلى من قامة ليل يستحم في بحر هائج
مهما اشتد الزحام عبثا يعرك طلكِ ليكسره بين ازدحام الخطى
لرائحتكِ ظلُّها المترنح
يحرر الهواء ؛ لصوتكِ ظله المتوهج يحبس أنفاس الوقت ؛ لنظراتك ظلها أيضا يوقظ
الحجر يفتح فيه عيونا تتدفق ماء ؛ لصمتك ظل عند سفحه تنبع الأنهار الدافئة ؛
لغيابك ظله هنا أيضا
كان يحاول
أن يقرأ تداعيات ظلَّكِ فتعثَّر وخاب ألم يكن من الأولى أن يتدرَّب على تهجية
آثاره أولا
يهبط الليل ثقيلا بنية أن يدوس على ظلك فلا يفلح
-3-
حين وجدتك
عرفت إن الجنَّة ليست في الأرض
وليست في السماء
أو ما بينهما
وبدأت أكون
ومن حولي
يكون ألهواء
وتكون الفراشات حدائق برية
وتكون الأيام عربات نور
لم أندم إني غيرت اسمي باسمك
وعدَّلت قامتي تأخذ شكل الريح
لم أندم إني غيرت عاداتي
واستبدلت الشاي بالقهوة
والحلم بالمشي ليلا بعيدا عن حلم غبي
حين وجدتك
عرفت أنى
بدأت أكون في جنتك
-4-
من أجل صورتها وشاما في اليدين
يضيء أروقة النهار‼
من أجل رائحة الشتاء تُشيعها خُصلاتها
شالا يطير ليلا قصير القامة السوداء ؛
من أجل الفراشة في سما لفْتاتها تأتي كأشرعة
بلا سفن
بلا بحر
بلاغرقى
و
تأتي فجأة
من أجل ضحكتها فقط .
وحديقة تمشي كموسيقى يبعثرها
مجاز الساكسفون على رصيف الانتظار
وليس من أجل المساء هناك يفرش صمته
مقهى لحلم العابرين
ذلك المساء يحلُّ سترته ويعدو عاشقا من أجلها
من أجلها
هي ثم لاشيء سواها
* شاعر من تونس