شاهد أيضاً
فرويد وصوفيا في جلسة خاصة
(ثقافات) فرويد وصوفيا في جلسة خاصة د. صحر أنور جلس سيجموند فرويد أمامها ينظر إلى …
سبتمبر 13, 2012
كان ذلك في بداية الستينات، المرحلة التي سادت فيها الوجودية، قبل أن تتمكن الواقعية الاشتراكية من إزاحتها عن عرش الثقافة والفكر والفلسفة.
لم تكن الواقعية الاشتراكية الميكانيكية كما شاعت اقل إرباكاً من الوجودية، فقد ألزمت الكاتب أن يصبح الناطق الإعلامي باسم الفقراء، وأن يتفرغ للهجاء الطبقي، وألا ينتبه مطلقاً إلى الهواجس الإنسانية العادية.. إلى الضعف البشري والقوة والحلم الشخصي والعلاقات الإنسانية الطبيعية والغريبة. وقد ساهمت حركات التحرر الوطني في تلك الفترة في شيوع الواقعية الاشتراكية الميكانيكية، وتثبيت سطوتها، إلى أن انتهت الحرب الباردة وانتصرت الليبرالية الديمقراطية بالزعامة الأميركية، وانكسر الكثير من مشروعات التحرر الوطني. حينها أخذ الكاتب العربي يتحرر شيئاً فشيئاً من ربقة الأفكار المسبقة والأيديولوجيا المهيمنة، وصار في استطاعته أن يترك العنان لخياله وأفكاره مهما تكن.
ولكن، هل هكذا يصبح المرء كاتباً؟
يظن كثيرون أن الكاتب يعرف الكثير، وأن عليه أن ينقل هذه المعرفة الكبيرة إلى الناس.. بمعنى آخر أن يكون الكاتب معلما أو واعظا أو مصلحا بأفكاره ومعرفته الغنية، ولكن الحقيقة غير ذلك تماماً، فالكاتب ربما يكون اقل الناس معرفة، إذا كانت المعرفة مبنية على اليقين والاعتقاد المطلق. هنا يصبح الكاتب «جاهلاً» أمام المجموعة البشرية التي ينتمي إليها، فإذا كان الناس من حوله يؤمنون بكثير من الأفكار والعقائد والمفاهيم والقيم إيماناً صافياً، فإن الكاتب ليس كذلك، لأن فكره قائم على الشك من جهة، وعلى البحث عن الغموض البشري من جهة أخرى، أي إنه في كل ما يكتب إنما يبحث عن المعرفة. وفي خضم هذا البحث يفتح كوى في جدار النمطي والعادي والمألوف، ومن هذه الكوى يتمكن الآخرون من رؤية ما لم يروه من قبل. هكذا يصبح الكاتب كشافاً للآخرين، وصادماً ومفاجئاً لهم في آن واحد، لأنه يريهم ما لم يظنوا بوجوده يوماً.. يخبرهم أن كثيراً مما اعتقدوا به من قبل كان خطأ كبيراً، ويخبرهم أن الحياة مختلفة عما يرونها، إنه بهذه الطريقة يشبه المكتشف والمخترع العلمي، ولهذا يصبح تصديقه أمرا صعبا إلى حد كبير، تماما كما حدث لكثير من العلماء من قبل، ولعلنا نتذكر «غاليلو» الذي قال بدوران الأرض، وكيف حاكمته الكنيسة بموافقة شعبية مطلقة.
الكاتب لا يعيد إنتاج أفكار الآخرين النمطية، لكنه ينتج أفكاراً جديدة تتعلق برؤية الحياة من زوايا مغايرة للزوايا التي اعتادها الإنسان العادي ضمن الثقافة السائدة، وهكذا يكون المرء كاتباً بحق.
نجوان درويشليس تحدّي الكاتب العربي اليوم أن يكون "عالمياً"، تحدّيه الحقيقي أن يكون عربياً، بمعنى…
باولو كويلو «ربما من الأفضل تركهم يدركون أهمية أن يصبحوا شجعانا ويتحدثوا إلى الغرباء ويتجنبوا الذهاب…
*مخلص الصغيرقدم كتاب ومفكرون مغاربة أعمال الكاتب المغربي عبدالفتاح كيليطو، التي صدرت مجتمعة عن دار…
(ثقافات) فرويد وصوفيا في جلسة خاصة د. صحر أنور جلس سيجموند فرويد أمامها ينظر إلى …