أمي


ماماس امرير

 لأمّي…
لصَبْرِها أزْرَعُ عُشْبا
وَلِدَعَواتها أُرِتِّبُ
 ما تَبَقّى لي
مِنْ مَلامِحَ تُحِبُّها
وأنْدَسُّ طِفْلَة في قَلْبِها الفَضِّيّ
أرْسُمُني سَماءَ شاسِعَةْ
وغَيْمَة
بِضَفائِرَ وَرْدِيَة
حَتّى لا تَدْمَعَ عَيْنُ أمّي!

أمّي….
 تِلكَ التي خَلْفَ الحُزْن
تِلكَ التي ألقَتْ
بِكُلّ الخَوْف لِتُرَتِّبَ مَناماتي
أجْلسَتْني عَلى رُكْبَتَيْها
سَرّحَتْ شَعْري
وأنْكَرَتْ قَليلا قَصائِدي
ثمّ قالتْ لي: فيما بَعْد اعْتَني بِها جَيّدا
هي ما تَرَكْتُ لكِ في هذا القَبْر!

 
أمّي  التي نَسِيَتْ
كيفَ كانت تَلعَبُ وهي تَقْطِفُ حَبّات اللوز؟
كيفَ كانتْ تَشيخُ وهي طِفْلة صَغيرَة؟
كَما نَسِيَتْ
 أنْ تُرَتِّبَ طُفولتها
فَتَحَوّلتْ قُرْبانا لِوَقتٍ
لمْ يَعْرِف كيفَ يُفَسِّر نَفْسَهُ بِشَكل جَيّد؟

كيْ تَفْهَم تِلكَ الطِفْلَة ما مَعْنى
 الخَسارات 
ما مِعْنى أنْ يَكون الوَقْت
دَجّالاً
يوزّع وَرَعِه وتَراتيله الآتِيَة من سَماء باهِتَة
ثم يحَرّضُ عَلى الكَثير من الأفكار السيِّئة

أمي التي لم تَرَ أمَّها
 وهي تُلقي حَتْفَها في أسْفار الصَمت
 أنْجبَتْني
فَزادَ الحُزن أحْزانا عَديدة

 

* شاعرة من المغرب تعيش في الأردن

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *