صدر العدد الجديد من مجلة «الثقافة المغربية» والتي يديرها كمال عبد اللطيف بمساعدة هيئة تحرير مكونة من سعيد بنكراد ومحمد الداهي ومحمد أسليم وعبد الحق ميفراني. وقد ضم العدد الجديد، إضافة الى الأبواب المعتادة، ملفا حول «أسئلة الثقافة المغربية اليوم» شارك فيه نخبة من المثقفين والباحثين والنقاد، ويقترب محور العدد من بعض أسئلة الثقافة والإبداع في المجتمع المغربي وذلك بهدف المساهمة في الإحاطة ببعض الإشكالات الخاصة بالثقافة المغربية المعاصرة.
وتطرح أبحاث العدد أسئلة يتوقف معدوها أمام جملة من الخلاصات والمواقف التي تعكس جوانب من تحولات الفكر والإبداع في المنتوج الثقافي المغربي. ويستوعب الملف دراسة حول «الحداثة والتحديث في فكر عبد الله العروي» لمحمد سبيلا. إذ ظل الاختيار الحداثي اختيارا فكريا صريحا في أعمال العروي منذ كتاباته الأولى وظل اختيارا وخيطا ناظما لكل أعماله حتى أمست نظرية حداثوية للحداثة متعددة ومتكاملة الجوانب. الباحث عبد الغني أبو العزم قارب «الوضع اللغوي في المغرب» من خلال مناقشة الكتابات التي تناولت المسألة اللغوية والتي غيبت قاعدة خلق حوار وطني يؤسس لرؤية مستقبلية على قاعدة التوافق الإيجابي، وتنطلق مقاربة الدراسة من مبدأ اعتبار اللغتين الوطنيتين العربية والأمازيغية باعتبارهما من مكونات الهوية المغربية. ويكتب الباحث سعيد بنكراد عن «الرقمنة: سند محايد أم نمط ثقافي» في وقت غير الأنترنيت «كل شيء في حياتنا»، وتحاول دراسة سعيد بنكراد صياغة منظور جديد لأثر الرقمية الحديثة مع التأكيد على ضرورة أن تخلق تحديثا حقيقيا للذهنيات والرؤى حتى لا تكون كآلة صماء. ويقربنا الباحث ابراهيم الحيسن من «الحساسيات الجديدة في التشكيل المغربي وفي تعبيراته الجمالية المعاصرة التي تتجاوز اللوحة المسندية، الدراسة تحاول معرفة أفق التجريب التشكيلي المعاصر في المغرب ورواده المحدثون وأنساقه المرئية. الناقد إدريس الخضراوي قارب «التخييل والدلالة الثقافية في «الرواية المغربية المعاصرة» متوقفا عند سؤالي مستويات التحول والتطور اللذين أسهما في توسيع مفهوم الكتابة ومضاعفة أسئلتها النظرية. ويختتم الناقد حسن المودن الملف بدراسة حول « الكتابة والمغامرة في القصة القصيرة بالمغرب» وترمي المقالة تأسيس افتراض عن جنس القصة القصيرة بالمغرب مضمونه أن القصة لم تعد منشغلة بالحكاية بل تحول انشغالها الى سؤال الكتابة.
في باب دراسات يكتب الناقد محمد الداهي «تشييد نظرية شعرية موسعة بمنهجية سيميائية مركبة» وهي مقاربة في مشروع محمد مفتاح النقدي من خلال كتابيه «مفاهيم موسعة لنظرية شعرية» والكتاب الذي يفتح آفاقا متعددة للبحث العلمي مقترحا آلة صورية لإنجاز نظرية شعرية موسعة قادرة على تفكيك بنية النص الشعري المعقدة. الناقد عادل آيت أزكاع استقصى «الآخر الضاحك وصورته في الكوميديا» محاولا تحديد ملامح وسمات الآخر الضاحك من خلال ربطه بفكرة التمثيل والاشتغال على شخصية الممثل. الشاعر والفنان عزيز أزغاي كتب حول «المغرب الفني من خلال القرن العشرين: من الفنون الأهلية الى الفن التشكيلي» بينما يقربنا الفنان جعفر عاقيل من بعض «مظاهر البورتريه في المغرب».
في باب الشعر نقرأ قصائد للشعراء: عبد الكريم الطبال، الزهرة المنصوري، محمد بوجبيري، وداد بنموسى، محمد بشكار، إكرام عبدي. وفي باب القصة القصيرة نشرت المجلة قصص المبدعين: محمد عزالدين التازي، مصطفى يعلى، محمد غرناط، لطيفة لبصير، حسن إغلان، إسماعيل البويحياوي.
في باب نوافذ يتأمل بنيونس عميروش «العمل الفني وحلقة الحوار»، ويستدعي الشاعر إدريس الملياني «دروس الأدب الروسي
– عن الاتحاد