أطلقت دار (الآن ناشرون وموزّعون)، ومقرّها في العاصمة الأردنية عمّان جائزة سميحة خريس للرواية الأولى، وتتوجه الدار في هذه الجائزة الأولى من نوعها في الأردن على مستوى مبادرات دور النشر إلى الروايات الأولى غير المنشورة التي يؤلفها كتّاب أردنيون شباب تتيح لهم الجائزة نشر أعمالهم الأدبية الأولى بلا عوائق ولا تحدّيات يواجهها هذا الجيل الأدبي الذي يحتاج فعلاً إلى دعم ورعاية المؤسسات المعنية بالعمل الثقافي والبحث عن الكتابات الأولى، وتبنّي مؤلّفيها على هذا النحو التشجيعي والتكريمي الذي قامت به دار (الآن ناشرون وموزّعون).
تحمل الجائزة اسم الكاتبة الروائية والقصصية الأردنية سميحة خريس التي تجلس على تراث سردي رفيع المستوى الأدبي والجمالي، ولها حضور ثقافي وإبداعي محترم في الأردن، وفي الوطن العربي، والمهم أيضاً في شخصية هذه الكاتبة أن لديها مشروعها الروائي الذي يعرف مساراته الفنية والجمالية بعيداً عن الارتجال والتيه الأسلوبي الذي يقع فيه الكثير من كتّاب الرواية العربية، وبخاصة بعض الأسماء النسائية.
سميحة خريس تعرف النقطة الروائية السردية التي تنطلق منها، والأهم من ذلك أنها تعرف شخصياتها جيداً. تعرف أشواقهم، وأحلامهم، وطموحاتهم وَحَيَواتهم الوجودية والمكانية والزمانية، وأقول ذلك، لأن بعض الروائيين والروائيات لا يعرفون الشخصية التي يحركونها في فضاء السرد الروائي، فينجم عن هذا الجهل بأرواح الشخصيات شكل من أشكال الغربة أو العزلة بين الروائي، وشخصياته وحتى المكان الروائي الذي يتحرّك فيه.
سميحة خريس كاتبة أماكن، وكاتبة بشر، وكاتبة حواسّ إن جازت العبارة، ولذلك نلمس كل حنان وصداقة ذلك النبض الإنساني الحيّ في أعمالها السردية التي صنعت بمجملها شخصية روائية عربية لها امتياز، وخصوصية في خريطة الكتابة الروائية في الوطن العربي.
في ضوء هذه الحيثيات الفنية والجمالية للعالم الروائي عند سميحة خريس اختارت (دار الآن ناشرون وموزعون)، أن يرتبط الاسم الأدبي لهذه الكاتبة العصامية بأسماء كتّاب وكاتبات جدد من الأردن، أو بحسب شروط الجائزة أن يكون هؤلاء مقيمين في الأردن، وبالطبع، رتّبت الدار لجنة تحكيم وآليات ترشيح خاصة بالجائزة تكفل نجاح هذه المبادرة النبيلة.
تتبنّى دار النشر (الآن ناشرون وموزّعون) مشروعاً ثقافياً يتمحور حول فن الرواية، وفي حدود إمكانيات الدار، فإذا قرأنا هذه المبادرة من زاوية ثقافية نجد أن الدار تحمل هاجساً نبيلاً يتصل بالكتابة في حدّ ذاتها، وبذلك فالدار توسع من مدى طموحاتها المتعلّقة بالنشر وصناعة الكتاب إلى دعم الكتّاب والكاتبات، وفتح آفاق نشر أعمالهم الأدبية الأولى، ومكافأتها بمبلغ رمزي، لكن المهم هنا أن الدار تتولى نشر الأعمال الفائزة بالجائزة على نفقتها، وفوق ذلك، تمنح المؤلفين نسخاً مستحقة لهم، وتضعهم على العتبة الأولى في مسار النشر والكتابة.
مبادرة حيوية من دار نشر عربية عمرها نحو 15 عاماً، أنجرت خلالها المئات من العناوين المهمة والمقروءة على نطاق عربي واسع.
- عن الخليج