بوحٌ خجولٌ بين يدي المتنبي
* شعر / عبدالمحسن يوسف
* إضاءة :
ــــــــــــــــ
نصوص من مشروعي الشعري الطويل ” بوحٌ خجولٌ بين يدي أبي الطيب المتنبي ” القائم على ” التناص ” مع جدّنا الفاتن الكبير .
*أقولُ لنُعْمى
__________
أقولُ ل ” نُعْمَى ” ،
وهيَ خلفَ سرابِها
تسوقُ قطيعَ الغيمِ
فوقَ الذُّرى العظمى :
ـ إذا ما رآكِ الطَّرْفُ
نورًا يصيرُ لي ،
” ولكنَّ طَرْفًا لا
أراكِ به أعمى ” !
*حَمَلْتُ إليهِ من لساني حديقةً
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
” حَمَلْتُ إليهِ
من لِسَانِي حديقةً “
فَصِرْتُ كتابَ الأرضِ
والغيمُ كاتبي.
وصارتْ سماءُ اللهِ
سَقْفًا ورايةً ..
ومَسّتْ نجومُ الكونِ
رِمْشِي وحاجبي
وأعْدَدْتُ من شِعْري
خيولًا تطيرُ بي
إلى أفْقِ مَنْ أهوى
وأضْنَى ركائبي
وطمْأنْتُ مَنْ أودى
السرابُ بقلبِهِ :
ـ أنا كأسُكَ الملأى
فكنْ أنتَ شاربي.
* الرفقُ بالجاني عتابُ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يغيضُ بناظري هذا السرابُ
وفي بهوِ الفؤادِ جَثَا الضَّبَابُ ..
ولم يبصرْ سماءَ اللهِ وجهٌ
أيبصرُ مَنْ تخطّفهُ الذبابُ ؟
وتطرقني الجسارةُ ـ ذاتَ خوفٍ ـ
ودونَ جسارتي والريحِ بابُ !
وذاتَ مَنيّةٍ أدرَكْتُ ذاتي ،
قرأتُ حرائقي فبكى الكتابُ .
طريقي شائكٌ
والوقتُ دَامٍ
وصوبَ متاهةٍ
سلَكَ الصِّحَابُ ..
بليلِ كآبةٍ آنسْتُ ضوءًا ..
يقولُ شعاعُهُ :
ـ في القلبِ ذابوا .
” وتسألُ عنهمُ الفلواتِ حتى
أجابَكَ بعضُها ، وهُمُ الجوابُ “
وتسكبُ في دَمِي الأشجارُ هَمْسًا :
ـ ” تُصِيبُهمُ ،
فيؤلمكَ المُصَابُ ” !
فقلتُ ـ وقد غشا الأرواحَ صَحْوٌ ـ :
ـ ” لأنَّ الرِفقَ بالجاني عِتَابُ ” .
* يا سيّدَ المديح
_____________
لقد خسرتَ حِسَّكَ الصحيحْ .
فكيف قلتَ ، حانقًا ، إذْ عُدْتَ بالخيباتِ مُثْخنَا :
_ ” أصخرةٌ أنا ؟ “
..
يا سيّدَ المديحْ ..
مَنْ ذا تظنُّ تفسَكَ ،
المسيحْ ؟
..
إنِ اقتطفتَ حَنْظَلًا هناكَ ،
أو جَرَعْتَ كأسًا مُرّةً هُنا ..
لا تبتئسْ ، يا سيّدَ المديحْ
أأنتَ أمْ سِوَاكَ ، باعَ بخْسًا حِبْرَكَ الفصيحْ ؟
- عن عكاظ