(ثقافات)
بقلم : سعيد بوخليط
*جبران / مي زيادة :
اشتهر الجانب العاطفي لدى جبران خليل جبران،من خلال سياقات معطيات علاقته بالأديبة مي زيادة.أمر، تجلى واضحا؛عبر تجليات رسائلهما المتواصلة لمدة عشرين سنة، دون أن يلتقيا قط،للمفارقة العجيبة!ولو لمرة واحدة على أرض الواقع.أيضا،انتظرت مي زيادة اثنتي عشر سنة بالتمام والكمال،كي تعترف أخيرا لجبران بأنها تحبه،وتسكنها رغبة دفينة أن يطلبها للزواج،سؤال تجنبه جبران على الأقل مع مي،غاية موته. في حين،ألح عليه كثيرا مع ماري هاسكال،كما سنرى بقليل من التفصيل في الشق الثاني من هذه المقالة.
غير أن انكشاف حيثيات ثلاث،ستضفي التباسا على تلك العلاقة الغرامية الطويلة، والاستثنائية بكل المقاييس الجسدية والروحية،التي شكلت دائما نموذجا للحب العذري أو الصوفي يصعب احتذاؤه بالنسبة لثنائي آخر،سوى فيما ندر.
هي حيثيات حين النجاح في تسليط الضوء عليها،تزيل على نحو ما،غشاء الطُّهر والنقاء التامين عن غرام جبران ومي،بحيث تخضعه لميزان التقييم البشري المألوف، المحكوم بالنسبية والارتياب،وتسائل بالدرجة الأولى حقيقة مشاعر جبران خليل جبران،الذي جعل من رسائله العاشقة إلى مي،كما طواها كتابه”الشعلة الزرقاء”،مثلما اتضح، مجرد هرمون محرِّض لخياله يلهمه الإبداع الأدبي والفني،لأن جبران كما هو معلوم،كان أديبا ورساما تشكيليا.
