كتاب “العقل بلا حدود” فيزياء المعجزات

  • ( ثقافات )
  • مدني قصري

“العقل بلا حدود” يُظهِر ويوضّح واقعَ القدرة الإدراكية، من خلال الاعتماد على عقود من الخبرة في مجال المشاهدة عن بعد.

من خلال البحوث التي تم إجراؤها في معهد ستانفورد للأبحاث، يوضح المؤلف اهتمام العلم بالرؤية عن بعدأ وظاهرة اللامكانية. ويشرح هذه الظواهر، ويقدم الأدوات للقارئ ليختبرها بنفسه، ، من الاستبصار إلى الإدراك المسبق، ومن التشخيص الطبي البديهي إلى الشفاء عن بعد.

سواء تعلق الأمر بالبحث عن مفاتيح السيارة المفقودة، أو عن مكانٍ في موقف السيارات، أو التنبؤ بحركات السوق المالي، أو الرؤية في داخل جسم الإنسان، فلا شيء يحدّ من وعينا الذي يتجاوز الزمن والمكان. ففي حالة من الوعي الموسّع، يمكننا أن نرى عن بعد (remote viewing)، وأن نعرف المستقبل (الاستبصار)، وحتى شفاء الآخرين عن بعد، بواسطة قدرات الفكر.

استنادًا إلى أكثر من أربعين عامًا من التجارب العلمية، يُثبت لنا كتاب “العقل بلا حدود” للباحث راسيل تارغ Russell Targ بأن مَلَكات (طاقات) ما وراء النفس الكامنة ليست لا مقدّسة ولا مدنّسة، ولكنها طبيعية.

أعمالُ راسيل تارغ تتضمن آثارًا كبيرة ذات الصلة بالفلسفة وعلم النفس، وعلم ما وراء النفس، وفيزياء الكم،  وعلم الطاقة الكونية، والميتافيزيقيا.

يرى الباحث تارغ في كتابه أن غالبية الناس لديهم القدرة على مراقبة، وعلى وصف الأحداث والأماكن المخفية عن الإدراك العادي. “العقل بلا حدود” يُظهر واقع هذه القدرة الإدراكية من خلال الاعتماد على عقود من الخبرة في مجال المشاهدة عن بعد، وهو الإدراك عن بُعدٍ للأحداث. وقد أثبِتت هذه المَلَكات وتم توثيقها في العديد من المختبرات الأمريكية والدولية، بما في ذلك مختبر معهد ستانفورد (SRI ) في كاليفورنيا، حيث بدأ برنامج الدراسة قبل ثلاثين عاماً. ومع ذلك، فعلى الرغم من التأكيد المتكرر على قدراتنا الطبيعية على استخدام هذه الملكات البارابسيشيك، فإن العلم التقليدي لم يعترف بعد بواقعها.

ويرى الكاتب أن كثيرًا من الناس اليوم يتردّدون في الاعتراف بواقع الملكات البارابيشيك، أي تجارب ما وراء النفس، على الرغم من أن استطلاع غالوب 2001 ذكر أنّ أكثر من نصف السكان الأميركيين صرّحوا بأنهم خبِروا تجارب باراسيكولوجية يعجز العقل عن تفسيرها.

ويذكر الكاتب أن ثلثي خريجي الجامعات وأساتذة الجامعات هم من بين هؤلاء المؤيدين لمثل هذه التجارب التي تقع خارج الوعي العادي. غير أن هذه التجارب تتعرض لـ “قمعٍ” شديد في مجتمعاتنا. ويقول بعض العلماء التقليديون إنّ هذه التجارب غير قابلة للتصديق، وتدّعي الكثير من المعتقدات الدينية أنّ كل هذا سيئ، بل وشيطاني.

لكن، حسب الباحث، منذ آلاف السنين، دعانا الفلاسفة إلى اكتشاف مَن نحن حقًا، وما هي إمكاناتنا حقًا، ولكننا غالبا ما نخشى أن نذهب في هذا الاتجاه، لِخشيتنا الوهمية من أن يكون هذا الاستكشاف خطرًا.

ويتابع الكاتب أنه في القرن السادس عشر والسابع عشر، تعرّض كوبرنيكوس، برونو وجاليليو للاضطهاد، لقولهما بطريقة مروعة إننا لسنا كائنات خاصة في وسط الكون، كما دُرِّس لكل واحد منا. فبدلا من ذلك، كنا (وما زلنا) سكان صخرة كبيرة تقع على بعد ملايين الكيلومترات من الشمس، على هامش مجرتنا. كان الناس يكرهون دائما هذه الفكرة. كان الهجوم على أنواتهم (مفردها أنا)، وضد ما كانوا يعتقدون أنه الحقيقة. وفي القرن التاسع عشر، عندما طرح تشارلز داروين فرضيته القائلة بأننا أيضا أبناء عم من القردة والشمبانزي، تلقى فخرُنا ضربة خطيرة!

لقد اهتزت أنا الناس (الإيجو) مرة أخرى بعد وقت قصير، عندما أظهر أبو التحليل النفسي سيغموند فرويد أن معظم ما نؤمن به ونعيشه يتم تحديده من قبل عقلنا الباطن (اللاشعور)، وهو ما لا نعيه ولا نَعلَمُه تماماً.

ويشير الكاتب إلى أن الفيزياء الحديثة (الفيزياء الكوانتية) تبيّن أننا جميعًا مرتبطون ارتباطًا وثيقًا بواسطة الوعي. إروين شرودنجر، الحائز على جائزة نوبل في الفيزياء، وصف ارتباطنا الوثيق بالكون وبالكائنات على النحو التالي:

“الوعي مفردٌ جَمعُه غير معروف لدينا. ليس هناك سوى شيء واحد فقط، وكلّ ما يبدو لنا أنه متعدّد فهو مجرد سلسلة من جوانب مختلفة مرتبطة بهذا الشيء الفريد، تُنتِجها أوهامُنا، كما لو كنّا في معرض مرايا متعددة.”

في كتابه “العقل اللامحدود”، يؤكد راسل تارغ بأن الوجود خارج الزمن حقيقة واقعة، وأن الأفراد الذين يمارسون التأمل والاستبصار قد عرفوا ذلك من خلال التجربة منذ لقرون. راسل تارج فيزيائي ومؤلف مشارك للعديد من الكتب، بما في ذلك “معجزات العقل” و”قلب العقل”. في عام 1972، شارك في تأسيس برنامج معهد ستانفورد للأبحاث الذي يدرس الرؤية عن بعد، والظواهر النفسية الأخرى. واليوم، يكرس وقته لمواصلة أبحاثه وقيادة الندوات حول هذه الموضوعات.

لِعمل راسل تارغ أبعادٌ كبيرة مرتبطة بالفلسفة، وعلم النفس والميتافيزيقا.

شاهد أيضاً

“المثنوى”و”شمس” من كُنوز مَولانا الرُّومي

“المثنوى”و”شمس” من كُنوز مَولانا الرُّومي منال رضوان     المثنوى المعنوى، وديوان شمس لمولانا جلال …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *