خاص- ثقافات
*علا برانسي قسيس
باقون نَحْنُ، يا صديقتي، باقونْ…
ألم نمرّ قَبْلَ موعدِ السفرْ؟
ومراكبُ الرّحيلِ أقلعتْ وأودعت
في ليلِ بحرنا الكبيرِ، مرافئَ المطرْ!
باقون نَحْنُ، مُذْ وُلدنا، قَبْلَ ساعةِ الولادةْ
والدّايةُ قد أغفلت مجيئَنا ومضتْ …
فتأخّرَ تسجيلُنا في دفتر الميلادْ
ولم يعُدْ لدَيْنا اُسمٌ، ولا رقمٌ، ولا شَهَادَةْ !
باقونَ، لم تمضِ على حياتنا حياةْ
ولا موتٌ على ميعادِ موتنا
لأنّنا انتهينا قبل لحظةِ الفَناءْ
وإذ بِنَا نفوتُ رحلةَ قطارِنا نحوَ السّماءْ
باقون يا عزيزتي مثلَ الأبدْ
باقٍ هو من غير موتٍ في حياتهِ
دُونَ حياةٍ في مماتهِ
لا يَعرفُ سوى أنّه باقٍ، ومثلهُ
نَحْنُ، لا نعرفُ سوى أنّنا…باقونْ!
نص أكثر من رائع لشاعرة مبدعة لم اقرأ لها من قبل ولكن ما قرأته لها يؤكد شاعريتها وعمق ما طرحته، عالم من الخيال المقترن بصوفية متأصلة، وحيوية صورها الشعرية، التي تكاد أن تكون كمن ينقل مشاهد من حياة مريرة سجلتها كاميرا صبي مشاغب يشهد عبث الحياة ويطالب بضرورة عيشها … تحيات للشاعرة المبدعة علا … فيصل عبدالحسن كاتب عراقي / المغرب