صدر حديثا… “تدريس الأدب الرقمي بالجامعات ثقافته – وسائطه”

خاص- ثقافات

صدر مؤخرا كتاب جديد للناقد والباحث المغربي الدكتور محمد العنوز تحت عنوان “تدريس الأدب الرقمي بالجامعات ثقافته – وسائطه”. يقع الكتاب في 100 صفحة من القطع المتوسط وصدر عن مطبعة الجنوب بالرشيدية في المغرب.

ويعد هذا الكتاب امتدادا لكتابنا السابق الموسوم بتفاعل الأدب والتكنولوجيا نصوص الواقعية الرقمية لمحمد سناجلة نموذجا، ونهدف من ورائه إلى لفت انتباه المسؤولين عن قطاع التعليم العالي بضرورة الإسراع في إدماج تكنولوجيا المعلومات والتواصل عامة والأدب الرقمي خاصة في المناهج التربوية والتعليمية، على اعتبار أن دخولنا العصر الرقمي وانخراطنا فيه لا يتحقق إلا عبر امتلاكنا لثقافة رقمية تعتمد في مرجعيتها وآليات اشتغالها على التكنولوجيا الحديثة إبداعا وتأملا، بوصفها مكونا رئيسا في التطور والتقدم الذي يشهده العالم في مختلف الجوانب المعرفية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية.

وهذا ما يوضح حجم المسؤوليات الملقاة على عاتق الجامعات في نشر الوعي بالثقافة الرقمية، وإعداد جيل مؤهل قادر على الانخراط في العصر الرقمي ومتمكن من مهارات استخدام التقنيات التكنولوجية وتوظيفها بالشكل الأمثل في بناء مجتمع المعرفة، الذي ينطلق تشييده في المدارس والجامعات بدءا بالقضاء على الأمية الرقمية وانتهاء بردم الهوة التكنولوجية التي تفصل بين المجتمعات الغربية والمجتمعات العربية.

وعليه يأتي كتابنا في سياق السعي الحثيث نحو الانخراط في ثقافة العصر الرقمية وتوظيفها في حقل الأدب، من أجل كسب رهان جودة تدريسه بالجامعات، وذلك عبر استثمار ما تقدمه تكنولوجيا المعلومات والتواصل من معطيات، وما تحقق من نصوص رقمية إبداعية وتنظيرية في المشهد العلمي والثقافي والمؤسساتي العربي.

تطرح قضية تدريس الأدب الرقمي بالجامعات العديد من الأسئلة المركبة التي ترتبط بالثقافة الرقمية، وبالرغبة في تسطير وتفعيل المناهج والبرامج التربوية المتصلة بتدريس الأدب الرقمي، وبدور تكنولوجيا المعلومات والتواصل في تحقيق جودة التعلمات وتلبية الحاجات الحسية والجمالية والذوقية لقارئ هذا العصر، وبأهمية الوسيط الرقمي في إنتاج نصوص تعبيرية جديدة.

هذه الأسئلة وغيرها تمثل منطلق البحث في هذا الكتاب، الذي تناولنا فيه أربعة فصول، يحمل الفصل الأول عنوان “ثقافة النص الرقمي”، حيث حددنا فيه المفاهيم وموقع النصوص الرقمية في الثقافة العربية مقارنة مع نظيرتها الغربية وبينا فيه كذلك أن المجتمعات العربية أصبحت اليوم تمتلك ثقافة رقمية بفضل ما تحقق من تراكم كمي ونوعي على مستوى الممارسة والتنظير.

أما في الفصل الثاني الموسوم بـــ “تدريس الأدب الرقمي بالجامعات”، فقد حددنا فيه مفهوم الأدب الرقمي ووضحنا الطريقة التي تمكننا من دخول العصر الرقمي والتلاؤم معه، علاوة على ذلك استعرضنا الإكراهات والتحديات التي تحول دون تدريس الأدب الرقمي في أغلب الجامعات، ثم بينا في آخر الفصل الآفاق المستقبلية والإمكانات التي تتيحها عملية تدريس الأدب الرقمي بالجامعات.

أما الفصل الثالث الذي يحمل عنوان “دور تكنولوجيا المعلومات والتواصل في تجويد الدرس الأدبي بالجامعات”، فقد سعينا فيه إلى تحديد المفاهيم وبينا فيه الأهمية التي أصبحت تكتسيها تكنولوجيا المعلومات والتواصل ودورها في تجويد الدرس الأدبي بالجامعات، إضافة إلى إبراز الخصائص التي تتميز بها، ثم تناولنا بعد ذلك المعيقات التي تقف حجر عثرة أمام توظيف تكنولوجيا المعلومات والتواصل بالجامعات ثم قدمنا في الأخير مقترحات عملية لتجاوزها.

في حين تناولنا في الفصل الرابع والأخير الذي يحمل عنوان “أهمية الوسيط الرقمي في إنتاج نصوص جديدة”، مفهوم النص المترابط ثم وضحنا أن عملية إنتاج النص الرقمي يتداخل فيها الوسيط الورقي (الإبداع الأدبي) بالوسيط التكنولوجي (الحاسوب)، بعد ذلك بينا كيف أثرت العلاقة التفاعلية بين الأدب والتكنولوجيا على طبيعة مكونات العملية الإبداعية وعلى منطق اشتغالها، خصوصا بعدما أثمرت نوعا جديدا من النصوص الرقمية.

                                          محمد العنوز                                                                                                                                                            

                                   الرشيدية: 29 يناير 2018

 

 

 

 

شاهد أيضاً

في اليوم العالمي للشعر: كمَنْ يَحْرُثُ البَّحْرَ / وَيَكتُبُ فوْقَ المَاء !

(ثقافات) كمَنْ يَحْرُثُ البَّحْرَ / وَيَكتُبُ فوْقَ المَاء !  هذا ما قاله المكسيكيّ خُوسّيه بَاشِيكُو …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *