تعتبر رواية «الحياة هنا» للكاتبة السويسرية من أصل صربي ميرال قريشي، سيرة شبه ذاتية تحكي قصة حياة هذه الكاتبة التي هاجرت مع عائلتها من «بريزرن» في صربيا إلى سويسرا هرباً من العنف ذي الدوافع العرقية. والرواية صدرت أخيراً عن دار العربي للنشر والتوزيع في القاهرة، بترجمة الدكتورة علا عادل ضمن سلسلة «كتب مختلفة».
وتحكي الرواية عن صدمة الكاتبة بالمجتمع السويسري المتحضر الراقي اجتماعياً، بسبب عنصرية دفينة تجعلها غير قادرة على التكيف مع المعاملة التي تتلقاها كلاجئة… معاملة يسودها الاحترام ظاهرياً وتشوبها العنصرية في شكل خفي. الرواية تنتقل بالقارئ بين ذكريات الماضي في «بريزرن» والحاضر في سويسرا.. تبدأ حكايتها بذهابها إلى موطنها الأصلي، عائدة من سويسرا كي تزور قبر أبيها، وتحكي بعدها معاناة أهلها من وحدة وحزن، وحصوصاً بعد انتقالهم إلى دولة جديدة بثقافة جديدة. تلجأ الراوية الشابة أحياناً إلى تذكر طفولتها، وتنتقل بين لغتين وثقافتين ولا تستطيع أن تقرر أيهما تختار… إنها رواية عن التطهير العرقي والعنصرية الموجودة في بعض المجتمعات المتحضرة، عن مصير الأسر بعد اللجوء والهجرة، عن الأصل والهوية والاغتراب والخسارة والإصرار، ولكنها أيضاً عن البدايات الجديدة، بلغة شعرية هادئة.
ورواية «الحياة هنا» عنوانها الأصلي «أفيال في الحديقة»، صدرت عام 2015، ورشحت في العام ذاته لجائزة الكتاب السويسري، كما فازت بجائزة «كانتون بيرن» للآداب في عام 2016.
________
*الحياة