خاص- ثقافات
*د. عريب محمد عيد
لستُ ممّن يجادلُ في غير عِلم، أو ممّن يعترضُ على مكتوبٍ مُروّسٍ بعلامةٍ ربانيّةٍ ومذيّلةٍ بخَتم، أو ممّن يداهِنُ طمعًا في غُنم؛ لكن الحيرة باتت طوقًا يلفّ كلّ حرّ غيور على أمّته وإسلامه مع كلّ بثّ إعلاميّ يُمطرنا بشآبيبَ من المتفرّقات الإخباريّة الدّمويّة في البلدان العربيّة تهزنا هزًا، وتبلّلنا بوقع الصّدمة فننتفض حينها لنجفّف ضعفنا، ونلملم شعثنا، ونمشّط صفوفنا في خطوط تتوازى ولا تتقاطع.
ثمّ تعود الكرّة علينا على حينِ غفلةٍ فترسل شياطينُ الإنس بقراراتها الّتي تصفعنا بألم تلو آخر، وتعاجلنا بمن يشدّ أزرها مِنّا فتؤزنا أزًا، وتصيبنا بكدرٍ فخَدَرٍ، وتسيل كرامتنا على وجنة التّاريخ، ولا نجد محافظًا عليها قبل أنْ تُهدرَ كشعبِ فلسطين الحبيبة، وغزّة العزّ والكبرياء، وحالنا نحنُ – المتفرجين- الذّهول والشّتات والتّخبط؛ ليغدوَ كلّ ذلك مع سيرورة وقع الحياة اليوميّة المتسارع أمرًا عاديًا مألوفًا، فما دام الحدثُ الأليم حولنا وليس في دارنا؛ فلا الهمّ همّنا ولا الشّأن يعنينا، وما عادَ الأملُ المنشودُ يغرينا.
حقًا يجفّ الرّيقُ، وتتصاغرُ الكلمات، ويبهتُ وقعها في الأذهان، ويُخطف المعنى وتتلاشى الدّهشة أمام تعاظم الأحداث في عالمينا العربيّ والإسلاميّ، فكيف يبقى للحياة معنًى عندما تنمحي من أجوافنا لذّة الطّعم، وتُفقدُ البركة، وتهونُ علينا حشاشة الرّوح، ويُقتّل الأبرياء بدم باردٍ، ويُغيّب الحقُ، ويتطاول القزمُ، ويستأسدُ الجبانُ أمام ضعف الخصم وتخاذله؟ بل كيف تتلوّثُ المعاني السّاميّة بمجرى التقاء الظّلم برافد الخيانة، وتصفّد الأيدي النّظيفة ليُطلق العنان لغزاة الفكر والثقافة والدّين والحريّة؟ كيف وكيف … وتبقى الأجوبة معلّقة فينا أو مشنوقة، حتّى يعود المعنى لجوف الكلمة، وتستقر الفكرة في جسدِ الوعي الّذي غاب عنا.
ثمّ تعود الكرّة علينا على حينِ غفلةٍ فترسل شياطينُ الإنس بقراراتها الّتي تصفعنا بألم تلو آخر، وتعاجلنا بمن يشدّ أزرها مِنّا فتؤزنا أزًا، وتصيبنا بكدرٍ فخَدَرٍ، وتسيل كرامتنا على وجنة التّاريخ، ولا نجد محافظًا عليها قبل أنْ تُهدرَ كشعبِ فلسطين الحبيبة، وغزّة العزّ والكبرياء، وحالنا نحنُ – المتفرجين- الذّهول والشّتات والتّخبط؛ ليغدوَ كلّ ذلك مع سيرورة وقع الحياة اليوميّة المتسارع أمرًا عاديًا مألوفًا، فما دام الحدثُ الأليم حولنا وليس في دارنا؛ فلا الهمّ همّنا ولا الشّأن يعنينا، وما عادَ الأملُ المنشودُ يغرينا.
حقًا يجفّ الرّيقُ، وتتصاغرُ الكلمات، ويبهتُ وقعها في الأذهان، ويُخطف المعنى وتتلاشى الدّهشة أمام تعاظم الأحداث في عالمينا العربيّ والإسلاميّ، فكيف يبقى للحياة معنًى عندما تنمحي من أجوافنا لذّة الطّعم، وتُفقدُ البركة، وتهونُ علينا حشاشة الرّوح، ويُقتّل الأبرياء بدم باردٍ، ويُغيّب الحقُ، ويتطاول القزمُ، ويستأسدُ الجبانُ أمام ضعف الخصم وتخاذله؟ بل كيف تتلوّثُ المعاني السّاميّة بمجرى التقاء الظّلم برافد الخيانة، وتصفّد الأيدي النّظيفة ليُطلق العنان لغزاة الفكر والثقافة والدّين والحريّة؟ كيف وكيف … وتبقى الأجوبة معلّقة فينا أو مشنوقة، حتّى يعود المعنى لجوف الكلمة، وتستقر الفكرة في جسدِ الوعي الّذي غاب عنا.