خاص- ثقافات
*محيي الدين كانون
الحُبُّ الذي أعلنْتِه ليلة َ البارحةِ …
لا يُكذْبُه قلْبِي رغم أمواجكِ العاتية …
ولا يكذبه الغوص في بحور اللؤلؤ والياقوت ِ …
حينَ يعانق بنفسجكِ مسائي الحزين …
وحينَ تغفو وتنام نجمة الصباح قليلا فى حُضْن
صباحنا الكسول…..
2
سكبت ماء الحب من عينيها…
وكانت الشمس وراءها أحلى من فطيرة بالعسل …
عندما غابت التي أضرمت الحُبِّ …
عرفت حينها أن العاشق شحاذ و ضرير …
3
بسْمتُكِ الغامضةِ فاقت مونا ليزا …
تأخذني إلى أمواجكِ العالية …..
بينما صوتك العذب يترقرق كالنهر في وقت الغسق …
يجرفني إلى النهاية فصرت غريقا بين البحر والنهر …
وأمْسيْتُ أنّه ليس في الحُبِّ من طوَّق للنَّجاة …
لا في الحلو ولا في المالح …
4
قال لي العصفور الأبيض :
أنت لم تخلقْ الهواء …!
و لم تخلقْ أجنحتي أو حتى تعلمني أبجدية الطيران ..!
ومع ذلك أنت سجّاني … !!
5
غيابُكِ حالةُ إظْلامٍ تامٍ…
يبحثُ عن قطرة ضوء…
غيابُكِ شتاء.. بلقع.. أرض جافة…
صخر يئنُّ لقطرة ماءٍ..
جَدْولُ مائي مختنقُ بين صخرتين ناتئتين..
غيباك انتحار لقلبينا معا .
6
مشي متوحدا إلى قمة الجبل يوماً بحاله و ليلة
بحالها…
عنْدَ القمةِ هبّتْ ريحُ رخيّةُ…
أستردَّ أنفاسه على صباح اللاّزورْدِي مُشَعْشعٍ …
وحين رأى تحته سفح الجبْلِ …
قال : لقد أخطأتُ الطريقَ !
7
اتفقدكِ يا طرابلس مع بُهْرةِ كل صباحٍ …
كما اتفقدُ بأرضكِ زهْر اللّوزِ الأبيضَ المشعشعِ …
لم يعد قلبي يسعْ لغيركِ رُغّمَ تباريح الزمانِ …
فقد فاض ضمأي و حنيني إليك ِ يا عروستي ….
8
في المساء بعينين دبقتين يجوس فيهما طائر الحُبِّ..
قلت لها سأبرح عينيكِ…
وأهْجر قلبك إلى الأبْدِ ..
ولن أعودَ .. فوداعاً ..
لم أنمْ تلك الليلة البيضاء…
وحين تجلى الصباح و بعينين دبقتين …
همست بصوت رددته الحيطان …
“لا يمكن ان أتخلى عنك أبْداً يا شمسي المشرقة …”
* شاعر وروائي من ليبيا