فازت رواية “حرب الكلب الثانية” للكاتب الفلسطيني إبراهيم نصرالله بالجائزة العالمية للرواية العربية “البوكر” في دورتها الحادية عشرة، حيث حصل الفائز على مبلغ نقدي قيمته 50,000 دولار أميركي، بالإضافة إلى ترجمة روايته إلى اللغة الإنجليزية، وذلك خلال الحفل الذي أقيم مساء اليوم في فندق فيرمونت باب البحر، أبوظبي.
كما شهد الحفل تكريم الكتّاب الخمسة المرشحين في القائمة القصيرة في الحفل، وهم شهد الراوي وأمير تاج السر ووليد الشرفا وعزيز محمد وديمة ونّوس، وتلقى المرشحون جائزة تبلغ قيمتها عشرة آلاف دولار أميركي.
تركز الرواية على الشخصية الرئيسيّة وتحولاتها من معارض إلى متطرف فاسد، وتكشف عن نزعة التوحّش التي تسود المجتمعات والنماذج البشرية واستشراء النزعة المادية، فيغدو كل شٓيْءٓ مباحاً.
وأوضح رئيس لجنة التحكيم إبراهيم السعافين، نيابة عن لجنة التحكيم على الرواية الفائزة، أن الرواية الفائزة تتناول تحوّلات المجتمع والواقع بأسلوب يفيد من العجائبية والغرائبية ورواية الخيال العلمي، مع التركيز على تشوهات المجتمع وبروز النزعة التوحشية التي تفضي إلى المتاجرة بأرواح الناس في غياب القيم الخُلُقية والإنسانية.
وبعد ترشيحه للقائمة القصيرة، قال نصرالله، في فيلم أنتجته الجائزة العالمية للرواية العربية لموقعها: “رواية كُتبت لتحزّ القارئ، لتقلق القارئ، لتجعله أحيانا غير قادرا على التنفس. حرب الكلب الثانية هي رسالة تحذير، في اعتقادي، مما يمكن أن نصل إليه في المستقبل في ضوء ما عشناه ونعيشه في السنوات الأخيرة. هذه الرواية من هنا تنطلق، من لحظة ضياع اليقين بمن تساكنه أو يساكنك، هو ذلك الجار أو ذلك الأخ أو ذلك الأب “.
من جانبه، قال رئيس مجلس أمناء الجائزة ياسر سليمان: “كلما ابتعدنا عن الواقع بغرائبية الروائي، كلما اقتربنا إليه بكل ما فيه من عبثية. تطل علينا ‘حرب الكلب الثانية’، الرواية الفائزة لهذا العام، من هذا المنطلق لترسم لنا عالماً انهارت فيه الضوابط، وانحسرت فيه منظومة القيم التي يُحتكم إليها في الفصل بين المعقول واللامعقول. يحيك إبراهيم نصرالله خيوط روايته هذه بلغة تحاكي الموضوع بكل غرائبيته، وبنفَس يلتقط المضحك المبكي، وكأنه بهذا يعبر عن عمق المأساة التي نواكبها من داخل الرواية إلى خارجها وبالعكس، فهنيئًا له وللرواية العربية على هذا الإنجاز” .
______
*الإمارات اليوم