ما تَبقى منْ السّماء للشُعرَاء

خاص- ثقافات

*سيومي خليل

الشّعرَاء لا يَبْكُون علَى الأطْلاَل
لا يَتَذَكَرُون حبيبَاتهم والرّماح
عَلَيهُم نَوَاهِلٌ
ولا يَرَونَ السّيوف ثَغُورَهنّ المّتَبَسمَة .
لمْ يَعد للشّعرَاء
مَكَانٌ يخَبِئُون فِيه قَصَائِدهم
غَيرَ التَّجَاويف العَظِيمَة التي يخْلُقُها الحُزْن
وبعضَا من المَنَابِر التي ُيدعَونَ إليهَا
ليَقِفُوا قَليلاً
ويَصْدَحُوا قَليلاً
ثمّ يُغَادرون
هَكذَا …دون أنْ يَعِدَهم أَحَدُ بِقُرب
العَالَم الذي يُرِيدُونَه .
الشّعرَاء
-هنَا-
مثل نَسَائِم الصحَارَي ؛
مّنْعشَة
ولا تُزيل حرّا.
كان لَهم ، فِي المَاضِي ،
نُوقٌ
وحب عُذَري
تَشْبِيبٌ
وحكَاياتٌ عن رِحلَة الشّعرى ورَاءَهم
والقَرين الذي يَسْكنُ دمَاغهُمْ .
اليَوم
خَطَفَ منْهُم العَالَمُ الحَديث
عوالمَهُمْ القَديمَة
في غفْلَةٍ منْ اللغَة أحْرَقهَا
رَاكَم رُكَامهَا علَى قصَائِدهم المّتَمَردَة
وانْتَظَر
مثلمَا انْتَظَر الشّعرَاء أَنْفسهُم
أنْ يُغَيرَ الشعرُ انتمَاءَه
ويَطْلُب جنسية عَالمٍ آخَر .
كانَتْ نجْمَةٌ في السمَاء
تُرَواد شَاعرَا عنْ نَفْسه
ليحَولهَا قَصِيدَةً .
اليوم ، النّجُوم العَديدَة ،
التي يُمْكن للشعَرَاء أنْ يُحَولوهَا
إلى قَصَائِدَ
تَقع فِي سمَاء المَجَلاّت ؛
هذَا مَا تبقى للشعرَاء
من السّمَاء .
الأرْض حكَايةٌ آخرى
فَكُل مَا فيهَا
لنْ يَنْجَح في جَعل شَاعر
يَكتُبٌ قصِيدَة جَميلَة .
س خ

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *