الطريق إلى الداخل

خاص- ثقافات

*نجوى شمعون

جاء في نصوص ال باجافاد جيتا الهندية

إن السائر في هذا الطريق (طريق المعرفة الروحانية )لن تذهب جهوده سدىً ولن يواجه خطر أي عواقب وخيمة، فكل مجهود يقوم به الإنسان في سبيل الوصول للمعرفة الروحانية -مهما كان ضئيلاً – سيحميه من الوقوع ضحية الخوف من دائرة الزمن .. دائرة الحياة والموت واعادة التجسد.

فتح عين الوعي، يفتح لك كل الطرق والقدرات لمعرفة الحقيقة،ما انت سوى باحث،عليه أن يجتهد،ويرى الحقيقة،حين تتعرض لمواقف أو احداث أو أشخاص،اللحظة الأولى هى الحقيقة،يقولها قلبك مرة واحدة،وتبدأ انت باهمال الإشارة،بعد فترة لربما طويلة،تتذكر تلك الاشارة التي جاءت من جهة القلب،لكنك تجاهلتها،اللحظة الأولى هى لحظة الكشف،تستخدم قلبك دون اعطاء أي أمر له،وحده يُعطيك الحقيقة،فقط عليك ان تنتبه لذلك،السائر في طريق المعرفة الروحانية،لا يتوقع أن تأتيه المعرفة أو الكشف على طبق من ذهب،لا يتوقع أن يترك عقله في ركود وستأتيه المعرفة أو القدرات، القدرات ليست هدف،ولا الوصول هدف،لربما تصل،لكن قلبك يملؤه الخوف أو الكره أو الحزن،ما فائدة الوصول حينها …؟؟،إذا جعلنا كل ما سبق هدف،فنحن مُبرمجين،ووعينا مسلوب لشخص ما او لوعي ما او لكائنات أخرى،هناك الأجمل دائماً حقيقتك وجوهرك،كثيرين يخفون حقيقتهم،لا لشيء سوى أنهم لا يستطيعون العودة للنور،استنارتك تُعني أن تكون أنت الرحمة لنفسك ولغيرك،أن تكون السلام،وأن تكون أنت النور لهذا الكون العظيم فيك.

أن تُدافع عن إنسانيتك ونورك وسط الظلمة المُلقاة على كتف هذا الكون،كن نوراً حقيقياً لنفسك ولغيرك،لا تكذب

لا تظلم

لا تُحارب لأجل العتمة

لا تقفل بصيرتك،البصيرة نعمة المستنير،والأرواح أغلبها سجينة إما الجسد أو لآخرين يتلاعبون بالروح في صمت من ضجيج…

عليك أن تُحارب هذا الظلام بأن تقف في النور،وأن تساعد ضحايا هذا الموت المجاني في كل مكان على الأرض لاستعادة الحياة…

كن لطيفاً مع نفسك..

العين الثالثة …

لماذا الخوف من فتحها،لماذا يرهبونكم من فتحها،الكلمة الأولى في تخويفهم لك، أنك ستقابل الشيطان وجها لوجه،يبدعون في وضع حواجز الرهبة والخوف لك،وانت تستقبل …

كل شيء داخل عقلك،الأكوان جميعها هناك تسكن عقلك ومن خلال أفكارك تتحرك وتتجسد بقوة فكرك

تستطيع الخلق بقوة فكرك،عقلك بمقدوره صنع الكثير لأجلك،فقط اهدأ وسكن ضجيج عقلك لتبصر،ليس كمثلك أحد،لكنك بغضبك أقفلت باب البصيرة النافذ إليك،بغضبك رأيت النور ظلام والظلام نور،توقف وإهدأ

عين البصيرة تُريك العالم الماورائي،بكل ما فيه،تستطيع أن تقف في وجه الشر او تدعه يمر بسلام امامك،يمكنك ان تبتهج حين ترى كائنات النور من حولك،دون الوقوع في الخديعة،الخديعة هى جزء من التنويم،كأنك مسحور،مأخوذ بشيء ما،ثم يزول عنك الوهم لتعرف وتوقن وتُفرق ما بين الحقيقي والوهم،الوهم لن يلبث طويلاً في عالمك،في الشق الآخر منك،كل شيء يلفظه الوهم ليصبح واهناً لا حيلة له،لا قدرة له على البقاء،حينها سيرهبونك من خلال عقلك،يهددوك،لا تخف،طاقة الخوف يتغذون عليها،ليضعفوك،أعطي قلبك القوة واليقين،ولا تخف

الخوف فعل الجبناء،والمكان لا يتسع للضعفاء،الأرض تلفظ كل ضعيف عليها،لماذا العين الثالثة..؟

لأنك ستعرف قواك الحقيقية وستقف لهم،وهم سيصغرون،سيصبحون لا شيء

لهذا جعلوك هشاً في عالمك،تخاف من أي صوت غاضب يصرخ عليك،تخاف كل شيء ومن أي شيء،حتى تصبح جباناً يمشي بإنحناءة لأسياده،انت قوة إن علمت …

فتح العين الثالثة يكون بمتابعة معلم لك،يُرشدك،عند فتح عينك الثالثة ليس معناه ان أمامك سيتحول إلى مسرح كبير تعج به كائنات العوالم الأخرى،انت تفتح المناطق المغلقة والمظلمة في عقلك،حين القيام بتمارين التنشيط للعين الثالثة تبدأ الطاقة بالتدفق لهذه المنطقة وتبدأ في رؤية الومضات والألوان والأطياف ثم الصور وترى أيضاً بعض المُعلمين،يبدأ الشعور الجميل بداخلك وكلما رأيت اكثر اتسع عالمك ووعيك،وعليك ان تتذكر أنك لست وحدك،وعليك ان تكون مُسالماً مع الجميع،مع التدريب الداخلي على السلام مع الأعداء،لا تهاجم أي كائن وإن هاجمك وكان لابد من الدفاع فكن مناصفاً لنورك فيك، العين الثالثة هى البوابة لعالم ما وراء الطبيعة،وهى مفتاح القدرات الأخرى،إنها بوابتك نحو العوالم الأخرى والكثير من القدرات يتبعها.

الاستنارة ليست أن تكون جباناً ….

أنت وعي

#التجربة الروحية

Najwa Shamun

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *