تبدأ إطلالتها من جديد على جدار أيامي، محتلة سقف الروح، أنظر إليها فحسب، رابضة بأعماقي وحشا يقضمني ببطء، يقضي على ما تبقى من الهشاشة، إنها مجرد صورة في الذاكرة !
2
أخضر وأزرق
…………………
ركبتُ قطار الأيام، تنقلتُ في عرباته الطويلة، تشعبتْ سكك حديده كممرات دمي، لم تطأ قدمي محطة قلبي، لكنها أجبرتني أخيرا أن أترجل على أرض شاسعة الاخضرار، هتفتُ : كيف الآن؟! وكأنما عينيّ تستصرخاني : افتحيهما، قلت : وتلك البرودة في أطرافي، الصقيع في روحي، والأزرقاق الذي أطّر منذ زمن بعيد شفتيّ! صرختا بيّ مرة أخرى ليكن، هلميّ تلك محطة أخيرة ؟!
3
الوان
……………
يخرج إلى بستانه ، يفرح بكل الألوان ، تخفق الفراشات أجنحتها بين يديه ، ينتشي ، يرتدي ألوانها ، و يعود إلى بيته فيرتدي اللون الأسود !
4
عرّافة
……
تلك العرافة التي صادفتها مرة في حياتي ، شغلتني خزعبلاتها ، فتحت كتابي ، لامست أناملها حروفي .
قالت : ابتعدي فالهناء لن يكون يوما لك ، هذا ما أجده في صحيفتك. ستخسرين ، وعند القرب تندمين !
قلت : كذب المنجمون .. وصدقتْ !