نسب أديب حسين وقصر الست طُنشق في القدس

خاص- ثقافات

*محمد البريم

طالعتنا قبل ايام الاديبة نسب أديب حسين التي تتحفنا يوميا بكتاباتها عن القدس وتحدثنا عن همومها وأفراحها وأتراحها عن قصر الست طُنشق، هذا المبنى المملوكي الضخم الذي يشرف على المسجد الأقصى ويطل مباشرة على قبة الصخرة المشرفة، وعدم منحه الاهتمام اللازم، للحفاظ علية كتحفة معمارية مملوكية، على الرغم من اشراف الاوقاف الفلسطينية عليه.
وفي أحد الأيام من كانون الأول قبل ثلاثة أعوام، تعرفت الأديبة حسين على قصر الست طنشق، مصادفة حين رافقها حارس مركز دراسات القدس زياد أبو سنينة، ليعرفها على واجهة المبنى وعلى مبنى خاصكي سلطان قربه.
أحبت الاديبة المكان وكتبت عنه في يومياتها “اسرار ابقتها القدس معي”، قائلة: أدهشني جمال واجهته الشمالية وأحزنني حاله كثيرا. وكتبت قبل ايام: “خلال دراسة مساق المعالم الدينية والأثرية ضمن برنامج الماجستير، اخترتُ أن يكون بحثي عن هذا المكان، لأتخصص في العمارة المملوكية وأتمكن من خصائصها. لأزوره وأكتشف الكثير من تفاصيله، وأدخل غرفا مهملة فيه وأكتب وصفها، وأحاول أن أتخيل لو استطعنا استغلاله بشكل ناجع كيف سيكون شكل المكان؟”
وكلام حسين يأتي في ظل التقصير الذي تعاني منه المدينة المقدسة ليس عربيا فقط، وإنّما فلسطينيا بحق القدس، أماكن ومؤسسات وافراد.
اذ تقول: كتبت وقابلتُ الكثيرين حين أجريتُ بحثي عن القصر، أوجعني ويوجعني أنّ الكثير من سكان الحي والمدينة لا يرون جماله ولا يسعون للحفاظ عليه، وأنّ الأوقاف لا تعمل على تطوير الجانب السياحي فيه، وإن كان منقسما لمصلحة مدرستين من مدارس دار الأيتام. واحداهما مدرسة دار الايتام الصناعية لها تاريخ عريق في تدريس عدّة مجالات صناعية منذ عام ١٩٢٢ . لكن حين وصلتُ أخيرا وقتها لرئيس الأوقاف الاردنية عارضة حال القصر عليه، قال أنّ المكان انتقل ليكون تحت إدارة الأوقاف الفلسطينية، وليست الأردنية.
فأكثر ما يؤلم الاديبة حسين القاذورات الملقاة عند مداخل القصر، وآثار البول، والكتابات على الجدران، وعدم معرفة الكثيرين جدا ممن سألت من سكان الحي والمدينة عن تاريخ المكان أو موقعه شيئا.
فعلى الرغم من انهاء البحث المتعلق بدراستها للماجستير عن هذا المكان تعود الينا نسب اديب حسين من خلال تسليط الضوء عليه والتهميش المعرفي الحاصل له والقاء نص ادبي فيه، من خلال مهرجان ليالي القدس العتيقة في القصر واعدادها لتوصيات حول تطوير المكان وتجديده وتحديد موعد مع مدير المدرسة الصناعية الاستاذ عمر غرابلة للتجوال فيه والاطلاع على التجديدات والترميمات الاخيرة، مع تحويل قاعته الرئيسية الى مسرح.

ختاماً ادعو المرجعيات المختلفة القائمة على تمثيل القدس، الى تبني خطط أو مشاريع من اجل الحفاظ على هذا المكان، وغيره من ممتلكات القدس وعقاراتها واماكنها لكي لا نفسح المجال للايدي العابثة لتلهو بالقدس.

شاهد أيضاً

العهدُ الآتي كتاب جديد لمحمد سناجلة يستشرف مستقبل الحياة والموت في ظل الثورة الصناعية الرابعة

(ثقافات) مستقبل الموت والطب والمرض والوظائف والغذاء والإنترنت والرواية والأدب عام 2070 العهدُ الآتي كتاب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *