افتتاح شارعي فدوى طوقان وعلي فودة في طولكرم

جاء إطلاق اسم الشاعر الشهيد علي فودة، واسم الشاعرة فدوى طوقان، على شارعين في مدينة طولكرم، كمبادرة للاعتراف بأهمية المثقف والمبدع الفلسطيني في الحياة العامة.

وشارك كل من: وزير الثقافة د. إيهاب بسيسو، ومحافظ طولكرم عصام أبو بكر، ورئيس بلدية طولكرم محمد يعقوب، وأفراد من أسرة الشاعر الشهيد علي فودة، وبحضور لافت لفرق كشفية وطالبات مدارس، في افتتاح الشارعين، الأول باسم فودة؛ اعترافاً بقيمته الأدبية والوطنية، والثاني باسم طوقان في إطار استمرار فعاليات وزارة الثقافة بالاحتفاء بمئوية ميلادها، والتي تختتم الشهر المقبل، ضمن فعاليات يوم الثقافة الوطنية المقررة ما بين الثالث عشر من الشهر المقبل واليوم الأخير منه، في ربط بين ذكرى ميلاد الشاعر الكبير محمود درويش وذكرى يوم الأرض الخالد.

وقال بسيسو: هذه الفعاليات تهدف إلى تثبيت الذاكرة في الوعي الفلسطيني، من خلال الاحتفاء برموز الثقافة الفلسطينية، وهذا ما حدث عبر إطلاق شارع باسم الشاعر الشهيد علي فودة، والذي يمثل جزءاً حيوياً من ذاكرة النضال الوطني الفلسطيني، وعبر إطلاق شارع آخر باسم سنديانة فلسطين الشاعرة فدوى طوقان في مدينة طولكرم، ما من شأنه تأكيد أن الثقافة فعل مقاومة بالربط ما بين الإبداع والفعل النضالي الوطني.

وشدد بسيسو على أهمية تعميم هذه الفلسفة في الفعل الثقافي القائم على تكريس وتثبيت رواد الثقافة والتنوير في الواقع المعاش الآن، خاصة لدى الأجيال الشابة واليافعين والأطفال في مختلف محافظات الوطن.

من جهته، ثمّن المحافظ أبو بكر دور الوزارة وجهودها في رعاية المشهد الثقافي الكرمي، مشيراً إلى أن المحافظة تميزت بالاهتمام الثقافي والأدبي من خلال إطلاق العديد من الروايات ودواوين الشعر ومناقشتها، ما جعلها محط اهتمام العديد من الأدباء والشعراء، منوهاً إلى أن الثقافة والأدب يعدان أداتين من أدوات الحفاظ على الهوية الوطنية في مواجهة الاحتلال.

ونوه أبو بكر إلى أهمية الشراكة والتعاون مع وزارة الثقافة وجميع الوزارات لتقديم كل ما هو أفضل للمواطنين على الساحة الكرمية، مشدداً على أن مكانة المحافظة الجغرافية وقربها من أهلنا في الداخل جعل لها دوراً وحضوراً أكبر في المجال الثقافي والإبداعي، خاصة مع مشاركة فاعلة من الأهل في الداخل وحضورهم الدائم للنشاطات والفعاليات التي تنظمها المحافظة ومؤسساتها، لافتاً إلى الخصوصية الوطنية والثقافية لإطلاق اسم الشاعر الشهيد علي فودة والشاعرة الكبيرة فدوى طوقان على شارعين في طولكرم.

وفودة من مواليد قرية “قنير” في حيفا، وهجر إلى مخيم نور شمس في طولكرم عقب النكبة، هو الذي كرس صورة شعرية مقاومة، وسقط شهيداً في اجتياح بيروت العام 1982، إلا أن أشعاره التي غنتها حناجر كبار الفنانين العرب، تبقيه حياً في الذاكرة، ومنها رائعة مارسيل خليفة “إني اخترتك يا وطني حباً وطواعية”، أما طوقان المولودة في العام 1917 بمدينة نابلس، فبدأت الكتابة بأسماء مستعارة كـ”دنانير”، و”المطوقة”، قبل أن تنطلق في سماء الإبداع محلقة عربياً وعالمياً عبر كتاباتها الشعرية والسيرية، وهي التي شكلت نموذجاً ملهماً بالتغلب على الصعوبات التي واجهتها مجتمعياً، والانتصار بالشعر لقضية فلسطين في مواجهة غطرسة الاحتلال.

وكان كل من بسيسو وأبو بكر ويعقوب، إضافة إلى رنا البسطامي الحمد الله عقيلة رئيس الوزراء، وشخصيات اعتبارية أخرى، شاركوا، ومن داخل قاعة محافظة طولكرم في حفل إطلاق ديوان الشابة ثناء هرشة “ظمأ على شفة الغياب”، مشددين على أهمية دعم إبداعات الشباب من الجنسين، واليافعين، كما قاموا بزيارة إلى مقر المبنى غير المكتمل لقصر طولكرم الثقافي، حيث جرت نقاشات عدة باتجاه تفعيل ملف إتمام بناء القصر، الذي من شأنه أن يشكل صرحاً ثقافياً مهماً في المحافظة والمحافظات والمدن الفلسطينية المجاورة لها.
__________
*الأيام الفلسطينية.

شاهد أيضاً

أول رسالة دكتوراة رقمية تفاعلية في الأدب العربي

(ثقافات) أوَّل رسالة دكتوراة رقمية تفاعلية في الأدب العربي: أركيولوجيا الصورة في رحلة ابن بطوطة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *