تقرير المواطن عربي..

خاص- ثقافات

*علاء محمد زريفة

المجهول الوحيد، نفسه أنا

ولا علمَ لي بما سأكونُ

وجدتُ حين كنت

ولم أكن لي يوما

لا اسم يطير بي أبعد من اسمي

لا امرأة تسعى بأضلاعي

جرن حنطتها، وتعلمني ترويض الهباء

كل ما وجدت أمامي، بلاداً

تصحو كأنثى اليمام فوق عش لذتها

وتفقأ عين صغيرها برأس عقرب

لا ضباب يذيع صمت الهضاب

أعلى قصيدتي

لا صخراً يتكسر مطراً

حين تأوي قريش إلى ثأرها

وتفقه بنات أفكارها بشرع اللات

بعد أن تنقضي الرغبة من المعراج

يمر يهوذا” في الحي الداكن للملهاة

يقفل زمناً كامناً في حجر

من عسل العيون

مات أبو جهل ولم تمت قناعتهُ

أن الفاطمي معتزلٌ له رب

يبيح زواج المتعة

لكن راهبا يقرأ الشتات في ملامحي

يقول لي: كن أنا، أنا أقرب

إلى التجلي من اسمي

لم أحفظ شيئا سوى رقصة اللون

الهادر في نفسي

وخروج الضوء من مغارة

خلف ذيل خفاش

وكانت نفسي هي هي، موطني

لكن تهزني قشعريرة الحلم

كغصن ثابت في دوامة الرجوع

إلى الزمن القصي، يدنو

على ايقاع أغنية فارسية

كوجه ماء ألقي تجويف رأسي

سبات ندى وملح

ولا أسأل السلجوقي

القائم على جذع أذان

أين ذهبت بعقلي؟

خذ ما في جيبي، دراهمي

مشط زوجتي

شعرها المطلي بزيت الغار

خذ ألف عام من النيروز،

رأس إمام يجلدني

خذ باطناً يتسلق البحر

ضلع أرزة شرق المتوسط

ويمشي أثناء نومه نحو قرطاج

كان المعري” معي..

ينطق بلسان آلهتي

لست موجودا..  وإن كنت

وراء كل دعوة، قصر يرتفع في الأنا

و وراء كل قصر

جياع يقضمون خبز الدعوة

يشيدون رحلة الكومونة” إلى العرش

ليقيم الحاكم بأمر الله

أدب الحشيشية” في مذهب  العوام

لست موجودا، وإن كنت

أومض نارك في الوصايا

أحمل هيكلك صوب السفح

وتوجه إلى الباستيل”

ضع سرك في زنزانة حيث جمجمتي

ستهرم هذا الأرض عما قليل

فاجعل دمك، رخام المساء

قبل أن يدخل الفاتحون

هنادة”.. سماء بيضاء

تقدم للشاه الجديد، ذهب ضفيرتها

وتدعي فضيلة تودعها

مراكب البحارة القدامى

سيحكي الرواة سيرة الهابطين

وحيهم، يعلقون عشيقاتهم

لؤلؤا من الكلام

لنرمي سيوفنا فوق موائد الغزاة

ستبكي داحس نفسها

حين يقطع مستشرق هذا الصحراء

ليتعلم لهجاتنا، عادتنا في الطهي

مواقد الحصى، أسماء خيلنا

بن العشيرة الموشوم  وتر ربابة

طحين البكاء في الغناء  البدوي

سيأتي مستشرق ليخصي أخر الأبل

ويسلم مفاتيح غدنا لأحفاد الصقالبة

وأنا خارج أناي ذاكرة من رحى وهواء

لا أعد بأكثر من السراب

ولا بأقل من الضجيج

أقول ما سأقول نثراً

بلادي لغتي..

وأنا العربي المعلق على ضاد لسانه

كلاما، يمحوه النهار

ويعيد له الليل مقدرته على السخرية

لم أقرأ كتاب التكوين

ولا طالعت المرسل في صحيح مسلم والبخاري، أحرقت نصفي بماء الكلور

وانتهيت من القمر الباكي

خلف تلال الظهيرة

لم أتطلع إلى سماء تطمر رأسها

في الغيم، ويغشى بصرها

أمام النبي العابر بابه صلح الحديبية

أحب شعور الخيول

وهي تطفو كالرماد على بندقية

أحب فروسية البقاء

مضاجعة الجواري، عرق التين

أتغذى على القات

وأمضغ الكاجو في السباق المتكرر

إلى مديح الذكر- الأبد

عدالتي العرجاء لا تجرح طواحين أحد

تقصف مقرات الدواجن

ومحطات التحلية من الكرامة

عدالتي حظ الجاهل، ميراث المشاع

أتقاسمه على منسف”، وأقيل هدنة

لئلا يتوقف القربان

على عتبات كوباني”

حظ رجل يكنس غبار معركة

لا يسأم من عادة القتال، بعد القتال

هناك في مكان دفنت فيه

قلب يقف حافة سكين ولا ينزف

يحلم بموجة تمشط بنفسجة

وتغسل نهمك

يضع مسمار الأمان

وينتظر شيئا لم يكن

يتشهى نهدا يضيئ جمر السكون

يقرأ فصلا من رواية غرق سكانها

وعادت عظامهم شجراً

يسأل:  هل لا زلت حيا؟

هل أنا حقا أنا؟

أم هي مفارقة مضحكة يستشعرها

المهزوم أمام جنرالاته

وهو يضع يده جانبا

أنا بما كنته دهراً

ترحال دائم إلى حاضري

عبر ماضي من نثر الزوال

أعيد الرسول كتابة..  بلا كلمات

وأدع ليهوذا فضيلة الرثاء

شاهد أيضاً

أول رسالة دكتوراة رقمية تفاعلية في الأدب العربي

(ثقافات) أوَّل رسالة دكتوراة رقمية تفاعلية في الأدب العربي: أركيولوجيا الصورة في رحلة ابن بطوطة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *