عُـزلة تُـقـَاسِمُـني صَبْـري

خاص- ثقافات

*ادريس الواغيش

كـَأنفاس مُثقـَلة بالجرَاح
يلفـَظها الرِّيـح
دَعْـهُ الآن ينسلُّ من ذاكِـرَتي
كمَا لو أنَّ رَاعِـيَ قـَوسَ قـُزح
نسيَ ألوانـَها سَهواً
ثم أُصيبَ بالعَمى كمَدًا
ونـَام…
ذكـِّرْني بزَهْـو البَساتيـن في الأمس القريب
إن كنت تذكرُ حـَارس الكـُروم العصبيّ
مَـرَّت طفولتنا بسُرعة
وعـُدنا نبحَث عنها في تثاقـُل
مثل حَـلزون شتوي
دَعْـني أعـ{ُّ الخطو وحدي
مُرَدِّدًا أغاني الحَصـَّادات
في غياهب ألحان الصِّـبا
وَرَائي صُوَرٌ مَلساءُ قد نامَت
ثم تلاشت في صَدى السِّنين
أمَامي عَصافير صَغيرة نسَت أناشيدها
وتبخـَّرت ورَاء الرُّبى
تزرَع بُـذورَ فَجر جَـديد
دَعنا ننعَم بالوُعود
وقد خانتنا أمَانينا
نحلقُ كل يوم بحثـًا عن أحْـلام
ذَبـُلت كقـُبلات على شِفـَاه عاشق يَائِـس
ثم يَـبُسَت
نعودُ إلى هَسْهَسات الأمس
الآلام تزحَـف نحْـوَنا من كل الجهات
والقلقُ يلتهمُ ما تبقى من صَبرنا
كيف أجدُني إذن حين أمُوت
هل تختفي كلُّ النـُّدُوب من وَجهي
وتنمَحي كلُّ الصِّـفات؟
هل يَعُودُ لي ما سُرق من قـُبلات
أم أستفيق مذعـُورًا مثل العًصافير،
على أحذيَـة تَـخبطُ أديمَ هذي الأرض؟
ماذا لو كتبتُ اسمَك بالحِبْر السرّي
أَكانت تشكـَّلت أحلامٌ أخرَى بين يديَّ
أم لأنَّ الأحلامَ لم تكـُن واضحَة بما يكفي
كل شيء أصبح ذكرى وذاكرة؟
الرَّجل الحَكيم
العَجُوز الصَّالحَة
المَسجد العتيق
بيتُنا القديم
دَعْ وَحْـدَتي تُـغازلني
تـُقاسِمُني صَبْـري
لا توقظ ما تبقىّ من أحلامي
واختر لك ما شئت من المَـنام
دَعْـها ثملة وبَاردة‼

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *