قراءة في رواية المعلم لـ آن آيرلند

خاص- ثقافات

*قراءة خلود البدري
بعد الألم العظيم يحلُّ شعور شكلي .. أميلي دكنسن
قراءة في رواية المعلم
للروائية الكندية آن آيرلند
ترجمة أ.د.عبد الواحد محمد

“.. إلى تم وتوم وعائلتي ” رجل و امرأة غاطسان في أحلام لا يمكن الكلام عنها .. أحلام عن حياة لا يمتلكانها .. يقعان بغتة على باب في جدار . يفتحانه . وخلف الباب توجد تلك الحياة .. ويوجد رجل وامرأة تعد هذه الحياة بالنسبة لهما طبيعية سابقا .. وفجأة يباح بالحياة السرية .”
جانيت ونترسن ” تحديد جنس الكرز “.
يكتب المترجم في المقدمة عن خصائص الرواية : “من هذه الخصائص الأسلوب المنطلق بلغة ساخنة وجذابة على لسان الشخص الثاني .أن استخدام الشخص الثاني غير مألوف تماما في عالم الرواية “.
الرواية تتحدث عن علاقة طالبة بأستاذها وحبها له ، تصف الكاتبة علاقة الحب هذه ، بسرد جميل يظهر المشاعر الصادقة للطالبة بطلة الرواية .
” أدركت أنك لم تمسني بعد .. ولا حتى مسة تحية رفاقية . ماذا كان المفروض بي أن أكون آنذاك .. تلميذة ؟ صديقة ؟ رفيقة سفر ؟ كان بوسعك أن تنبهني .. يا “أوتو” .. ألقيت اللوم على هذه المعاملة المهينة .. مقنعة نفسي بأنها السبب الحقيقي الذي جعلني أشعر بالاستياء . كان السبب هو قصور أيمانك .. ولم يكن الفعل نفسه هو الذي يؤذي “. تصل علاقتهما إلى اللاعودة فماذا تشعر ” سيمون ” شعرت بالامتهان يخترق جسدي . شعرت كأن صدمة مفاجئة خضتني وتركتني الهث طلبا للهواء .” هذه العلاقة التي تقابلها علاقات متعددة للأستاذ . الفتاة التي تبلغ من العمر تسعة عشر عاما ،اسمها ” سيمون ” تعشق أستاذها وتجد نفسها قد انجذبت نحوه، رغم فارق العمر بينهما . كانت تنظر له على أنه سيكون منفذا لها لتطل على العالم ، في فن ” الرسم ” الرجل الذي ترك زوجته ، وابنه الشاب ، واتجه للهو والمغامرة . يطلب منها السفر معه إلى المكسيك ، حيث القرية النائية . وهناك تعيش معه قصة الحب .. يهجرها بعد فترة ليأتي بعائلته رغم الخلافات المستمرة في أطار هذه العلاقة الزوجية . تتركه الزوجة .. فيحجز تذكرة ” لسيمون ” للعودة وحدها . ” لم يظهر في وجهك أثر اللون .. بدوت منهكا .. ومرهقا .
فكرتُ : لو أني ألمسه .. لتهشم مثل تلك التماثيل الطينية التي يلتقطونها من القبور .. وكانت تلك التماثيل قد أخفيتْ عن الهواء قرونا لكن ما أن مستها يد بشرية حتى تهاوتْ .”  في نهاية الرواية يحاول العودة لحبيبته التي تبتعد عنه .. “.. ثم سمعت دحرجة بطيئة لقلم قبل أن يسقط أرضا .
“لا ” قلتُ
كلمة صغيرة كهذه .. في غرفة فسيحة كهذه .
استنشقتَ نفسا وأبقيتَ عليه .. وبدا أن النفسَ بقي عالقا في الفضاء ..”
” وفي هذه القرية يبدأ” أوتو ” بتعليم” سيمون ” دروسا لم ترد إن تتعلمها أبدا منها : ليس الحب هو القوة التي تسيّر كل شيء ،كما أن معرفة نظريات الفن لا تشبه تماما فهم كيفية العيش ” .
تستمر أحداث الرواية لتكتشف سيمون أمرا آخر ” هل يمكن لها أن تحب دون أن تحتوي المحبوب ؟ ”
الرواية حاصلة على جائزة أدبية هي الزهرة الثلاثية .

شاهد أيضاً

العتبات والفكر الهندسي في رواية “المهندس” للأردني سامر المجالي

(ثقافات) العتبات والفكر الهندسي في رواية «المهندس» للأردني سامر المجالي موسى أبو رياش   المتعة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *