خاص- ثقافات
*الدُّكْتُورُ بَلِيغ حَمْدِي إسْمَاعِيل
لست معك سيدي القارئ إذا اندهشت من مقدمة هذه السطور لاسيما وأنها ـ السطور ـ تتحدث عن تطوير مناهج التربية الدينية ، لذلك فالدهشة آتية بغير مفر وقادمة دونما استئذان ، فلقد انتشرت منذ عقود منصرمة أغنية ( لولاكي ) للمطرب المصري علي حميدة انتشارا سريعا وقام بتقليده آنذاك عشرات المطربين والمطربات وفشلوا جميعا بغير استثناء، وحينما ارتدى نظيره المصري عمرو دياب نظارته التي تشبه المرآة قام كل الشباب والفنانين وأشباه الفنانين بارتدائها ظنا منهم بأن السير عكس الاتجاه سيلقي بنتائج وخيمة عليهم .
وفي فترة من الفترات انتشرت روايات تتناول الجنس والغريزة وحكايات السرير المسكوت عنها فظن كثيرون أن هذه هي موضة الرواية ومن يخالف النص فهو كافر باتجاهات الرواية المعاصرة وعليه أن يسير في فلك السابقين في نهج العري وكشف الصدور والسيقان .
ثم جاءت قصيدة النثر التي فجرت طاقات إبداعية للغة كان رافدها الرئيس هو النص الصوفي المدهش والساحر ، وربما استند شعراء قصيدة النثر على حجة النص الصوفي من أجل الهروب من مقصلة النقاد وشعراء القصيدة العمودية وشعراء التفعيلة ، وصار كل شاعر أو يظن كذلك يطور ويدغدغ ويصنع نصوصا عجيبة وغريبة رافضا كل محاولة للرجوع إلى القصيدة الأم التي تربينا عليها جميعا .
وجاء الدور اليوم على مناهج التربية الدينية لتطويرها وتنقيتها وتخليصها من كل شائبة رغم أن هذه المناهج تمت صياغتها في عهد مبارك وأنظمته التعليمية التي أودت بنا إلى موت التربية والتعليم واحتضار المعرفة بشكل نهائي ، بل هذه المناهج تبارى الفلول في صياغتها والترويج لها كبضاعة ترضي الزبون الأساسي وهو الرئيس المخلوع حسني مبارك.
وكل من هب ودب وشب وقفز وصعد صوب ميكروفون الإذاعة والتلفاز والمنبر إلى المناداة بضرورة تطوير مناهج التربية الدينية الإسلامية لأنها المصدر الأوحد لشيوع التطرف والغلو والتكفير ، بل هي أساس ذيوع تنظيم الدولة الإسلامية ( داعش ) وأخواتها والقاعدة وربما كافة التنظيمات الإرهابية المحسوبة على فصائل الإسلام السياسي.
لكن الحقيقة أن التطوير لا يتم بالحذف أو الإضافة أو التقاط ثمة إشارات تدعو إلى الجهاد أو الحرب أو تعكر صفو المجتمع عن طريق تدعيم التمييز الطائفي أو العنصرية الدينية وكذلك الاستلاب السياسي والديني واستقطاب ذوي العقول التي لا تقرأ .
التطوير أيضا لا يتم لأن المشهد الراهن يغلب عليه التطرف الديني والعنف المادي والإرهاب الغشيم ، بل حينما نلهج بألستنا ليل نهار بضرورة تطوير مناهج التربية الدينية عموما إسلامية أم مسيحية فإن ثمة مؤشرات كاشفة أو بمعنى آخر بوصلة إيجابية تحدد خارطة التطوير والنهج الطبيعي السليم الذي ينبغي علينا وعلى القائمين بمهمة التطوير اتباعها والاهتداء باتجاهاتها . وهؤلاء الذين يستهدفون التطوير ينظرون باستمرار إلى داعش ونظيراتها من التنظيمات المتطرفة دونما أية التفاتة رائقة لطالبنا الحقيقي لاسيما طالب المرحلة الثانوية الذي ربما منهم لم يسمع عن داعش شيئا لأنه في الأساس واقع رهن الإقامة التعليمية الذهنية داخل مؤسسته التعليمية المعروفة باسم المدرسة.
ويعد المتعلم محور العملية التعليمية، وأحد العوامل الأساسية التي تؤثر تأثيراً مباشراً في بناء المناهج الدراسية، بمعنى أننا لا يمكن أن نقدم أية فكرة ، أو نطالبه بالقيام بأي عمل دون إلمام بمرحلة النمو التي يمر بها، ومراعاة قدراته واستعداداته وخصائص نموه في كافة الجوانب، وهذا يعني ضرورة مسايرة المناهج الدراسية لمراحل نمو المتعلمين.
وفي الكتب التي تعلمنا منها قديما ولا نزال نستقي الدرس لأن المعرفة بحق لا تتطور عرفنا أن التعليم الثانوي يحتل منذ نشأته مكانة مميزة في السلم التعليمي، ويلقى عناية كبيرة من المهتمين بشئون التعليم، كما يتمتع بمنزلة كبيرة في نفوس الآباء والأبناء ؛ لأنه يتيح الفرص التعليمية والاجتماعية الطيبة للملتحقين، ولعل هذا يرجع إلى أنه ـ التعليم الثانوي ـ يعد الشباب لمواصلة التعليم الجامعي، ويؤهلهم لتنفيذ خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية عن طريق تنمية قدراتهم واستعداداتهم ، وإشباع ميولهم ، وتزويدهم بالقدر الضروري من القيم والسلوكيات ، والمعارف، والمهارات العملية.
فبدلاً من أن تقتصر المدرسة الثانوية على إمداد المتعلمين بالمعارف والمعلومات ضمن المواد الدراسية، يصبح دورها أفضل إذا ساعدت المناهج الدراسية على تنمية العقول بدرجة تتسم بالحيوية والنزعة البحثية والقدرة على السؤال والمناقشة بصورة منطقية، وغرس احترام القيم الأخلاقية لدى التلاميذ سواء للآخرين ولأنفسهم والتسامح مع الأجناس والديانات الأخرى. لهذا يحظى التعليم الثانوي بأهمية كبيرة ومكانة خاصة، يعتبر بمثابة العمود الفقري للعملية التعليمية والسلم التعليمي، وتتميز هذه المرحلة ببناء الذات وتكوين الشخصية السوية، وتمثل الفترة العمرية المقابلة للمرحلة الثانوية مرحلة الإعداد الجاد للمواطن الفرد في قيمه ومعتقداته وسلوكه وهويته.
وضروري جدا أن ينتبه القائمون الآن على تنقية مناهج التربية الدينية الإسلامية من نزعات التطرف والإرهاب والتكفير إلى عدة خصائص ترتبط بحال ومقام طالب التعليم الثانوي الذي سيدخل الجامعة بعد سنوات معدودات ، حيث ترتبط المرحلة الثانوية بوصول المتعلم إلى مرحلة المراهق، حيث تتجلى فيها جميع الخصائص المعبرة عن المراهقة ، كما تتضح فيها المشكلات المرتبطة بها، وتعد مرحلة المراهقة مشكلة في كثير من المجتمعات ؛ لتذبذب المعاملة التي يتلقاها المراهق سواء من الوالدين أو المعلمين بالمدرسة، لذلك يمكن القول بأن المراهقة قضية المجتمع وليست قضية المتعلم، فتعامل مرحلة المراهقة بأنها مرحلة المشكلات، حيث يمثل المراهق مشكلة بالنسبة لأهله والمحيطين به، فهو حاد الطبع، سهل الاستثارة، سريع الغضب، وانفعالات المراهق تختلف في نواح كثيرة عن انفعالات الطفل.
ومن أبرز الملامح الانفعالية لهذا الطالب أنه يتعرض لبعض حالات اليأس والقنوط والحزن والآلام النفسية ؛ نتيجة لما يلاقيه من إحباط بسبب التقاليد في المجتمع التي لا تتفق مع رغباته ودوافعه، مما ينشأ عن هذا الإحباط انفعالات تتسم بالحدة. ويظهر سلوك التمرد والعصيان على قواعد المجتمع وقيمه، وعلى ما هو قائم مادام لا يتفق مع خططه وأهدافه وطموحاته وأمانيه ، ويسعى في الاستقلال عن كل مظاهر السلطة التي تسبب له مظاهر اليأس والإحباط والحزن.
ومن مظاهر النمو الانفعالي عند طالب المرحلة الثانوية سوء الاتزان الانفعالي، وقد يتعرض المراهق للرفض أو عدم التقبل من الجماعة والأقران ، عندما لا يتوافر لديه مستوى مناسب من الاتزان الانفعالي.. وعندئذ يميل المراهق إلى الانطواء والخجل والبعد عن الأقران داخل المدرسة وخارجها، وهو في ذلك يصبح أكثر حساسية نحو نفسه وحساساً للنقد. ويترتب على ذلك افتقاده لتحقيق الاندماج مع المجتمع، وشعوره بالدونية والنقص لقصوره في مشاركة الأقران.
إن تطور تفكير طالب المرحلة الثانوية إلى مستوى العمليات المجردة يظهر في مقدرته على حل المسائل . ففي الرابعة عشر يبدأ المراهق في الحاجة باستخدامه الافتراضات ، والمناقشة بواسطة التخمين إذا حدث. ويكتفي الطفل عندما يجد الحل الصحيح عن طريق التجربة والخطأ، أو عندما يتحقق من فرضيته، من خلال حالة واحدة بمعنى آخر، أنه لا يستطيع تصور قاعدة عامة، أما المراهق فيصوغ فرضياته بشكل قواعد أو قوانين عامة ، ثم ينصرف إلى اختبار صحتها آخذا بعين الاعتبار جميع الإمكانات المتاحة والممكنة ، ومن ثم صياغة النتيجة التي توصل إليها بشكل قانون.
وعلى القائمين والعاكفين اليوم لتطوير الكتاب الديني المدرسي الوعي بجدوى الأخذ بوجهات النظر المختلفة المتعددة تعطي تفكير المراهق مرونة جديدة، فقد أصبح يتفحص عقلياً إمكانات متعددة، ويكون نظريات ، ويدرك عوالم خيالية، وأن ميله المتزايد في نظم اجتماعية مختلفة حقيقية كانت أو ممكنة، يجعله مجبراً على اتخاذ مواقف ناقدة تجاه مقاييسه التي يكون قد تبناها، بحيث يبدأ النظر فيها بطريقة موضوعية وإلى افتراضات المجموعات المختلفة التي هو عضو فيها.أما موقفه من القواعد والمواثيق والاتفاقات فإنه يتغير أيضاً، فهو لم يعد مثل الطفل الذي يعتقد أنها لا تتبدل ، لقد أصبح يدرك أنها تقررت وتمت الموافقة عليها من قبل الراشين، وقد تختلف من مجموعة من الناس إلى مجموعة أخرى.
الأكثر أهمية من كل ما سبق أن هذه المرحلة التي ننشد فيها تطوير المناهج التعليمية الدينية بأن مرحلة التعليم الثانوي تماثل فترة المراهقة التي تشير إلى كونها فترة يقظة دينية توضع فيها المعتقدات الدينية التي قد كونها المراهق في طفولته موضع الفحص والمناقشة، وتتعرض للتعديل حتى تتفق مع حاجاته الجديدة الأكثر نضجاً، ولذلك فإن مرحلة المراهقة يصبغها الاتجاه الديني والاهتمام الديني. ويزيد من اهتمام المراهق بالمسائل الدينية أنه مطالب بممارسة العبادات بشكل أكثر جدية مما كان عليه الحال في الطفولة، بالإضافة إلى أن مناقشاته مع أصدقائه يغلب على موضوعاتها الأمور والمشكلات الدينية، وكما أن بعض الحوادث التي تقع له كموت صديق أو قريب، أو الصعوبات التي يواجهها تجعله يزداد تركيزاً على الدين وأموره. وتتميز هذه الفترة بظهور الاتجاهات المختلفة لدى المراهق، أبرزها الاتجاه الديني وهو يتكون عنده عن طريق المرور بخبرة معينة، ولا يتكون من موقف واحد بعينة، ولكنه ناتج عن مجموعة مواقف يتعرض لها المراهق، وتساعد هذه الاتجاهات الدينية في إشباع حاجاته ودوافعه، وتحقيق أهدافه التي رسمها لنفسه.
ولا أظن أن ما يكتسبه الطالب ضمن مواد الثانوية العامة يؤهله إلى كونه طالباً جامعيا يمتلك مهارات الدراسة ، وآليات التفسير والعرض والتأويل، والجامعة والحمد لله كفيلة بتكريس ثقافة اللاعلمية لديه .بالإضافة إلى ما ابتليت به مصر في السنوات الخمس الأخيرة من هوس الفتنة الطائفية ، وانقسام المجتمع إلى طوائف منعزلة عن واقعا المعاش، والمواد والعلوم والمعارف التي يدرسها الطلاب لا تتناول قضايا في غاية من الخطورة، كالتسامح الديني، والتمييز والاستبعاد المجتمعي،وأين مفاهيم المواطنة التي كانت ملمحاً رئيساً في برنامج الرئيس الانتخابي منذ خمس سنوات، فلماذا أغفلت الوزارة هذا الملمح؟ وكيف استعد الوزير الجديد لتفادي خطأ السنوات الخمس المنصرمة؟ .
إن التعليم قبل الجامعي يعاني بحق قصوراً مدهشاً ، أدى إلى عزوف أفراد الشعب عن مواصلة التعليم والبحث عن المعرفة، فالمواد الدراسية التي يدرسها طلاب المرحلة الثانوية العامة لا تفي بمعطيات واحتياجات سوق العمل والعلم معاً، واستمرار مسلسل ثقافة الذاكرة الذي يعرض منذ سنين بالتأكيد سيقذف بالتعليم إلى هاوية سحيقة لا نهوض له بعدها.
هذا يدفعنا إلى الإشارة والتنويه عن أوجاع التعليم التي مازالت كثيرة منها ما هو شكلي ، ومنها ما يتصل بالمضمون والمحتوى، والأهم ما يتصل بعنصري العملية التعليمية ، المعلم والطالب، فليت الوزارة تعي أن المعلم بحاجة مستمرة للتنمية المهنية ، وضرورة ترك مساحة حرية واسعة له في استخدام استراتيجيات تدريسية حديثة دون تدخل السادة موجهي المواد الدراسية الذين هم بمنأى عن التعليم وهمومه.
إن عملية تطوير المقررات الدينية بحجة خدمة المواطنة تعد أمراً زائفاً لا قيمة منه أو من ورائه ، لأن المدرسة المصرية باختصار فقدت قيمتها التنويرية ، وبدلاً من أن تكون منارة للمعرفة والاجتهاد العقلي والفكري أصبحت بفضل الفضائيات مكاناً لممارسة بعض الأفعال والتصرفات المنافية للأعراف الاجتماعية ، ولن أجور في حكمي هذا والفضائيات الفراغية لا هم لها سوى عرض مدرس تحرش بتلميذاته ، وطالب فقأ عين زميله بمطواة لا أعرف كيف دخل بها إلى المدرسة ، وطالبة تصور زميلاتها بدورات المياه بإحدى المدارس ، وأخيراً قيام قلة منحرفة من المعلمين الذين من المفترض أنهم يعلمون الفضيلة قبل المعرفة بتعاطي الحشيش بإحدى غرف المدرسة وهلم جرا.
وما يحدث اليوم من مداخلات ومساجلات وربما معارك حامية الوطيس بين الفريقين المتزعمين لحركتي التجديد والإبقاء على حالة مناهج التربية الدينية القائمة؛ فريق دفاع المجني عليه وفريق دفاع الجاني يذكرني بقصة طريفة ذات دلالة للعالم الفيزيائي الدنماراكي نيلز بور وهو عالم لا علاقة له بصاحب الرسوم المسيئة للرسول عليه الصلاة والسلام حتى لا يدعي أحد علي بأنني أقود حملة دعاية لكوبنهاجن والدانمارك. والقصة باختصار شديد كالتالي : ففي امتحان مادة الفيزياء بكلية العلوم بجامعة كوبنهاجن جاء السؤال التالي: كيف تحدد ارتفاع ناطحة السحاب باستخدام الباروميتر؟ والباروميتر هذا جهاز لقياس الضغط الجوي. والإجابة المفترض أنها صحيحة كانت قياس الفرق بين الضغط الجوي على سطح الأرض وعلى سطح ناطحة السحاب.
أما الطالب نيلز بور فقد كتب إجابة تتفق مع المعطيات الثقافية للتعليم في جامعته وقتئذ وليس الآن ، فلقد كتب بأن أربط الباروميتر بحبل طويل من أعلى ناطحة السحاب حتى يلمس سطح الأرض ثم أقيس طول الخيط. وذكر أيضاً أن نسأل بواب الناطحة عن ارتفاعها، ثم قام بسرد عدة إجابات مفادها إلقاء جهاز الباروميتر من فوق ناطحة السحاب على الأرض وقياس الزمن الذي يستغرقه السقوط وبالتالي يمكن حساب الارتفاع باستخدام قانون الجاذبية. ثم قام الطالب العبقري المجتهد بتحدي اجتهاده المعرفي فذكر إجابة مختلفة عما يريده أولئك المتهوكين والمتحجرين والمتيبسين عقلياً حينما كتب : إذا كانت الشمس مشرقة يمكن قياس طول ظل الباروميتر وطول ناطحة السحاب فنعرف ارتفاع الناطحة باستخدام قانون التناسب بين الطولين وبين الظلين.
ولم يكتفي نيلز بور بإجاباته السابقة فأراد أن يبصر أساتذته بموقفهم المعرفي الراهن بقوله: إذا أردنا حلاً سهلاً سريعاً يريح عقولنا من عبء التفكير والاجتهاد فسنحسب ارتفاع الناطحة بواسطة الفرق بين الضغط الجوي على سطح الأرض وأعلى الناطحة باستخدام الباروميتر. القصة انتهت لكن قصة صاحبها لم تنتهي، فلقد رسب في الامتحان لأن عقول أساتذته كانت متقوقعة داخل جهاز الباروميتر ، أما هو فقد نال جائزة نوبل في الفيزياء .
والسؤال هو أية مقررات كفيلة بتنمية الاجتهاد والتنوير لدى عقول أبنائنا؟ بدلاً من إضاعة الوقت في جهود تطويرية من جهة الاسم والشكل فقط ، ماذا لو قرر معلم التربية الدينية مثلاً تكليف الطلاب بإعداد بحث جماعي وليس فردياً عن حياة السيد المسيح (عليه السلام ) ، أو أن يقوم معلم التاريخ بتكليف طلابه بكتابة بحث قصير عن الحياة الاجتماعية في مصر القبطية لا سيما وأن وزارة التربية والتعليم أصبحت في هوس مستدام بما يسمى بالتعلم النشط والأنشطة غير الصفية.هذا إذا كنا حقاً نرغب في المواطنة وتعميق العلاقة الأبدية مع الآخر سواء شئنا أم أبينا.
وأوجز القول بأن وزارة التربية والتعليم ومن قبلها البيت أعطتا كافة الوسائل المعرفية المشبوهة فرصة النيل من أبنائنا حينما اهتمت بشكل المقرر وحجم الكتاب والسيرة الذاتية للمؤلفين وغير ذلك من أمور هامشية ، وأهملت حق الطالب في الاجتهاد والتفكير ، فكان الاستبعاد الاجتماعي وسطوة التكفير. وليتها تعتبر الطالب بحق جوهر العملية التعليمية ومخرجها النهائي والمختار منها، فالطالب بحاجة إلى ممارسة الأنشطة التعليمية الموجهة أي المرتبطة بما يدرسه هذا الطالب من موضوعات ومقررات.
ـ مدرس المناهج وطرائق تدريس اللغة العربية والتربية الإسلامية
كلية التربية ـ جامعة المنيا