سفر الخطيئة

خاص- ثقافات

*حسين جبار

بغداد

في البدء كنت
و لم يكن شيء معي
خواء و وحشة حولي فقط
فقلت للمكان كن
فكان الماء كالمرآة من تحتي
و كان الماء يعكس صورتي
فرأيت وجهي للمرة الأولى
و قلت في نفسي: ليكن في المكان شبيها لي
فخلقت انسانا على صورتي
كنت مسرورا به
و أدنيته للعرش
مضى أول عام منذ بدء الزمن
فأصابني و مخلوقي الملل
فخلقت له رفيق درب
ليؤنسه
و كلاهما معا يؤنسانني
و أطلقتهم ليحيوا سوية
و مر الزمان
فتذكرت مخلوقي
نظرت و إذا قد صار هناك نسل كثير
و اشتقت لأول إنسان خلقته
و أتيت به عندي
فكان الموت
كان شيئا قاسيا
أن أسلب الروح من بيتها
فقلت لأبناء الإنسان الأول:
دما لا تسفكوا في الأرض
فما تسفكونه سوف يسقي يزرعكم
و يملأ أجواف قطعانكم
حينها يكون نجسا أكلكم
لأنكم اكلتم بعضكم
و مر الزمان
و صعد الي من الأرض صراخ
و رائحة دم شممت
فألقيت نحو الأرض نظرة
و لكني لم أر شبيها لي!

شاهد أيضاً

يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت

(ثقافات) يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت حسن حصاري منْ يمُدُّ لي صوْتا غيرَ صوْتي الغائِب؟ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *