أمنيات عالقة في أوّل الطّريق

خاص- ثقافات

*عبد الغني موعكيس

بأيّة غيبة سأحتمي…

أنا الموشوم في خطوات الغيم، أسكن

ذاكرة الرّيح..

مذ كان للسّماء بستان على حافة الخرير،

لكنّ مطرا لم يسأل عن ظلالي التّائهة بين متاهة الأحلام والأحلام.

 

هل من غيبة لا تهتك ستائرها..

علّني أنا الشّامخ فوق لهاث العاصفة أبتكر

صبحا لورطة الفصول..

أو أنزح صوب الشّهيق الماكر.

 

هل من غيبة لا تختلس همس المنتهى

لا، ولا تأتمر بصيحة الصّدى..

لا، ولا تئن كزحمة رصيف، كلّما احتلم شهاب

يعبر الفجيعة…

تحسّست رعود الغيب، وراودت عواءها.

 

هل من غيبة لا ينهش أيّامها صدأ العويل…

تصدّ الغبار عن الغبار…

تعتمر شروخ الحلم..

تدهس دهشة البياض السفلى..

تقطف صهيل الهاوية الأخيرة..

وتخرس صليل النّزال المستعار.

 

هل من غيبة تزرع بين المسافة والمسافة

طريقا لا يزار..

تخفي ازورار الأغنيات، وانحدار المسار..

تنهش أغطية البرق..

وتنادي، هل تعثّر المهد صدفة بحلم أخرس

الختام؟

 

أتزهر غيبة..

لو خاصم اللّيل شرفة المجهول..

أو عانق مزاره مرشد ضليل ..

لو أيقظ الضّباب عصاه من غفوة لا تهيج

أغصانها.

 

أتثمر غيبة..  

ولم يفارق حانة الدّمع شبح

الجبّ الحزين.

 

  بأيّة غيبة سيعتصم سعال الأزمنة

المباحة لغرباء الفجر الذّبيح..

لم تترك الأعياد وصيّة لدم الأضحيّة…

ولم يخبر القمر  بدره أين تاه وجهه

المضيء..

 

فقط، لو أنّ غيبة تفكّ أسار المديح

لأجل عشاق الياسمين المزيّفين..

أو تلوّح لجدار يحزّ أغصان الأمل البهيم.

 

فقط، لو أعرف الفرق بين زغرودة الموت  

ونحيب العودة الرّهيب..

 

فقط، لو تسعفني غيبة لا تخون..

أو تأويني الأمنيات العالقة أوّل الطّريق..

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

2 تعليقات

  1. جميل جدآ 👆👆👍👍👍👍

  2. 👍👍👍👍

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *