“أقمار” هو عنوان المجموعة الشعرية الجديدة لليانة بدر، والصادرة عن منشورات المتوسط في إيطاليا، وأطلقتها، مساء أول من أمس، في متحف محمود درويش بمدينة رام الله، وهي التي تعود بدر من خلالها إلى كتابة القصيدة بعد انحياز طال للرواية أولاً والسينما ثانياً.
وقالت ليانة بدر: أعتقد أن كل الناس كتبوا الشعر يوماً ما .. أتذكر أن أول قصيدة كتبتها كنت في السادس الابتدائي .. نحن الفلسطينيين حياتنا قاسية جداً، لا “ترطيب” فيها، فقد عشنا الأهوال والحروب والمعارك، ولا نزال، أي أننا لم نحيا ما يمكن تسميته “الحياة الإنسانية”، وهنا يكون دور اللغة طاغياً.
وأضافت: كان لديّ هم البروز روائياً، وباعتقادي كان من الصعب النجاح في ذلك لو طرحت نفسي روائية وشاعرة، خاصة أن الكثيرين يتعاطون مع الشعر على أنه نتاج سهل يمكن لأي إنتاجه، خاصة مع ما بات يطلق عليه اسم “الشعر الحديث”، فأي كان بات يرى في نفسه شاعراً، وعليه لم أكن أرغب بالدخول في أتون هذه “المعمعة”.
وشددت بدر: بالنسبة لي، أرى أن اللغة وسيلة لنرسم حياتنا من خلالها .. في “أقمار” انطباعات عن حياة فلسطينية يومية بكل ما فيها، كما أن روايتي الأولى كانت “شعرية” بامتياز، لكني لم أحب الانحياز للغة في الرواية على حساب الحدث والعناصر الأخرى، لذا وبعد روايات عديدة قررت العودة إلى كتابة الشعر الخالص .. ووصفت ليانة بدر مجموعتها الجديدة “أقمار” بأنها رصد ليومياتنا تحت الاحتلال.
وأشارت بدر إلى أن مجموعتها الأولى كان من المفترض أن تصدر خلال حرب بيروت باسم “رايات”، وفق رغبة الناقدة المعروفة خالدة سعيد، لكن ظروف الحرب حالت دون ذلك، ورافقتني وغيري من الفلسطينيين مشكلة النشر، لكني نشرت المجموعتين القصصيتين “شرفة على الفاكهاني”، و”أنا أريد النهار” في دمشق، وفي تونس نشرت رواية “عين المرأة”، ومجموعة “جحيم ذهبي”، ورواية “نجوم أريحا”.
وعند عودتها إلى فلسطين، نشرت لها في القاهرة مجموعتها الشعرية الأولى “زنابق الضوء”، وفيها الكثير مما كتبه في بيروت ودمشق ولم ينشر سابقاً، وفيما بعد مجموعتها الثانية “زمن الليل” عن دار الساقي في بيروت وتتناول الأوضاع في فلسطين، وكان ذلك في العام 2008، وجاء بعد عام من نشر المجموعة القصصية “سماء واحدة” عن ذات دار النشر.
في المجموعة خمسة وستون نصاً توزعوا على خمسة أبواب، من بينها “مرثية محمود درويش”، وحولها قالت بدر إن القصيدة نشرت في العدد رقم تسعين بمجلة “الكرمل”، وصدر بعد رحيل محمود درويش، خاتماً بأن ما كتبته في “أقمار” عبارة عن نصوص شعرية.
ومما جاء في المجموعة، وتحديداً على غلافها الخلفي “كان يوماً ساحراً .. لولا سحابة الغاز التي انتشرت بغتة مثل نار في الهشيم، لتحرق العيون، وتلهب الوجوه، وتغلق ستار الهواء حاملة أوامر القتل من جيش العدو .. قريتنا الرومانية مليئة الآن بقنابل السموم .. هدايا وصلتنا من البرابرة الجدد دون استئذان”.
وليانة بدر من مواليد القدس، درست الفلسفة وعلم النفس في بيروت، وحصلت على ماجستير في الدراسات العربية المعاصرة من جامعة بيرزيت، وسبق لها أن عملت في الصحافة الثقافية وأسست بعض المجلات والدوريات الأدبية، وكتبت الرواية وقصة الأطفال والمسرحية الغنائية، وأخرجت العديد من الأفلام، فيما ترجمت أعمالها إلى لغات عدة بينها: الإنكليزية والفرنسية والإيطالية.
________
*الأيام الفلسطينية