جاكلين ويلسون: الهواتف الذكية أبعدت الشباب عن قراءة الكتب

تعد الكاتبة البريطانية جاكلين ويلسون التي تعد من أشهر كاتبات الأطفال في الوقت الراهن. ولدت عام 1945، وتركت المدرسة في السادسة عشرة من عمرها، وعملت سكرتيرة ثم حصلت على وظيفة في إحدى المجلات. بدأت حياتها الأدبية بكتابة روايات بوليسية، ثم اتجهت للكتابة للأطفال، أصدرت عشرات القصص والروايات المسلسلة للأطفال، ومن أشهرها «تراسي بيكر». احتلت أعمالها المركز الأول كأكثر القصص استعارة من المكتبات في بريطانيا، وتم اختيار أربع من رواياتها من بين أفضل مئة كتاب للأطفال، تحوّلت أغلب روايتها إلى مسرحيات ومسلسلات تلفزيونية، نالت الكثير من الجوائز والمناصب الشرفية، كما تم اختيارها في عام 2005 كأميرة لكتب الأطفال تقديراً لمنجزها الكبير. و كتبها تحتل المكتبات أيضاً في عواصم العالم، باريس تستقبل أعمالها كل عام في ترجمات لها من «دار غاليمار»، وقد حصدت في بريطانيا وحدها حتى اليوم 33 جائزة أدبية. والغريب في مسيرة حياة هذه الكاتبة التي تدرس أعمالها في الجامعات في إطار الأدب الموجه الى المراهقين والشباب أنها لم تدخل الجامعة في حياتها كما لم تنه المدرسة الثانوية،عملت في الصحافة المرئية وقدمت برنامجاً ثقافياً في بريطانيا وكانت «أصغر إعلامية ناجحة في العالم». ومن أبرز كتبها: «لولا روز»، «أسرار»، «قصة ترايسي بيكر»، «امي، اختي وأنا»، «السكين تحت العيون»، «حياة شارلوت المزدوجة»

تقول في مقابلة أجريت معها مؤخرا إن الحياة الاليكترونية التي نعيشها “ستمحو الكتب”، حيث أن الشباب باتوا يفضلون حمل الهواتف الذكية بدلاً من حمل كتاب أثناء التنقل،.
وتشير ، كاتبة الأطفال المشهورة ، إنها تجد أنه من “الحزين” أن نرى الشباب لا يقرأون بقدر ما كانوا عليه من هم في سنهم في العقود الماضية ، وتذكر أنها غالبا ما تكون المسافرة الوحيدة في القطار التي تحمل كتابا
وتضيف الكاتبة، التي ألفت أكثر من 100 كتاب على مدى 35 عاماً من عملها في مهنة الكتابة ، أنه في حين لا يزال لدى الأطفال شهية كبيرة للقراءة، ويعود الفضل في ذلك جزئيا إلى التشجيع الذي تقوم به مدارسهم، يبدو أن الشباب يفضلون على نحو متزايد تمضية الوقت مع هواتفهم الذكية.
وتذكر “انه من المؤسف أن الشباب باتوا لا يقرأون كثيرا”. ” قبل 10 سنوات كان اكثر الناس المسافرين في القطارات يحملون الكتب معهم –وكان يتملكني الفضول فقط لاعرف ماذا كانوا يقرأون
“الآن أصبحت الشخص الوحيد الذي يحمل كتابا معه فالجميع يحدق في هواتفه الذكية أو يتفحص رسائل البريد الإلكتروني، هذه الحياة الإلكترونية التي نعيشها ستمحو الكتب”.
فازت السيدة جاكلين، مؤخرا ، بجائزة خاصة في حفل بافتا للأطفال ، لمساهماتها الثقافية ولدورها في إلهام الشباب على حب القراءة.
وردا على سؤال حول التغييرات التي شهدتها خلال حياتها المهنية، أشارت إلى ان انتشار التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي قد رفع من مستويات “القلق”.لديها
وتقول: باتت” الفتيات يهتممن بمظهرهن بشكل أكثر من السابق ، ومثل هذا الأمر لم يكن موجودا قبل 20 عاما”. “!”.
“من الصعب أن تكون شابا الآن، ما زلت أتلقى الكثير من الرسائل ورسائل البريد الإلكتروني يعبر فيها الكثير من الناس عن ذات الهموم – ولكن الأطفال يشعرون بالقلق أكثر مما كانوا عليه في السابق”.
ودائما هناك حزمة من الرسائل موضوعة على الطاولة أمام جاكلين ويلسون تغطي وجهها تقريبا وقد وصلتها من مكتب دار النشر التي تقوم بباعة مؤلفاتها – ومن المعتاد ان تتلقى في كل اسبوع حوالي 200 أو نحو ذلك من الرسائل من قرائها المعجبين باعمالها من جميع أنحاء العالم. وتقول الكاتبة انها منذ ان بدأت الكتابة لأول مرة ، منذ 45 عاما، كانت معتادة على ان تكتب ردودا مطولة، على جميع تلك الرسائل . لكنها لا تستطيع فعل ذلك الآن. فهي تحاول الرد على الاشخاص الذين يعانون من حالة نفسية مضطربة حقا أو يعانون من مرض معين
لكن الإحصاءات تشير إلى أن مبيعات الكتب ترتفع في الواقع، وقد صدر تقرير في وقت سابق من هذا العام، توقع أن ترتفع مبيعات الكتب الورقية في بريطانيا بنسبة 6 في المائة هذا العام وسوف يصل مبلغها الأجمالي إلى 1.7 مليار جنيه إسترليني، في حين يتوقع أن تنخفض مبيعات الكتب الإلكترونية بنسبة 1 في المائة لتصل إلى 337 مليون جنيه استرليني في عام 2017.
ويعود السبب في ارتفاع مبيعات الكتب الورقية إلى زيادة رغبة أصحابها في التعريف بشخصيتهم وأفكارهم من خلال مجموعات الكتب التي يقتنوها.
_________
*ترجمة المدى /عن التلغراف

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *