كيرالا: مؤتمر دولي عن التبادل الثقافي بين العرب والهند على مر العصور

خاص- ثقافات

احتفالا باليوبيل الماسي لإنشاء كلية روضة العلوم للغة العربية ورابطتها في الهند، تعقد ندوة دولية بعنوان “التبادل الثقافي بين العرب والهند على مر العصور”، بمشاركة قسم الدراسات العليا والأبحاث في اللغة العربية، بكلية فاروق ، بمدينة كاليكوت في كيرالا، يومي 22 و23 نوفمبر الحالي.

وتعود العلاقات الهندية العربية إلى عصور مبكرة تجلت في الحوار  والتبادلات الثقافية بين حضارتين عريقتين. وهناك الكثير من الأدلة التاريخية لهذا المعادل الثقافي اختبار الزمن. فبجانب الريادة العربية في أدب الرحلة، لم تنهج الهند أبدا إلى العيش في عزلة، وأبقت أبوابها مفتوحة لشعوب وثقافات جميع أنحاء العالم. كما أن فلسفة التسامح والتعايش بين جميع الأديان والأعراق كانت جوهر حضارتها. وبقيت بوتقة انصهار للثقافة والحضارة العالمية. وكان التفاعل المكثف بين الهند والعالم العربي ديناميا ومتنوعا ومتعدد الأبعاد. وبدا تأثير هذا التفاعل مرئيا جدا ودائما في مجال الثقافة والأدب.

والواقع أن الروابط الثقافية في الماضي جعلت هاتين المنطقتين أقرب إلى بعضها البعض، ووفرت القاعدة للحفاظ على العلاقة من نوع مماثل في العصر الراهن.

وتفتتح الفاعليات مع الاحتفال بصدور الترجمة التي قام بها الأكاديميان د.عبد المجيد؛ أستاذ مساعد قسم اللغة العربية بجامعة كاليكوت، ود. منصور أمين الأستاذ المساعد ، قسم اللغة العربية بكلية أم.إ.أس  بمنطقة ممباد، لرواية الشاعر والكاتب المصري أشرف أبو اليزيد : “حديقة خلفية”، بلغة الماليالام، بغلاف صممه الفنان راجيش مُنچي يشير إلى الملمح الهندي في الرواية؛ وخاصة الإحالات السياسية وفنون الكاما سوترا. ويحضرها المؤلف ليوقع على إهداءات نسخ الرواية المترجمة.

وكانت الرواية قد صدرت في القاهرة عام 2011، لتقدم صورة المشهد الأخير في حياة إحدى شخصيات ثورة يوليو 1952. وقد كتبت قبل الثورة المصرية (25يناير 2011) بعامين، وتأجل نشرها لأسباب عدة، قبل أن تجد طريقها للنور مما يجعل من قراءتها مراجعة لتاريخ علاقة مصر والعرب في عقود ما بعد الثورة.
ومع الضيف المصري للمؤتمر يحل ضيفان عربيان آخران، هما الشاعر والمترجم الدكتور شهاب غانم من دولة الإمارات العربية المتحدة، والباحث محمد ناصر بن علي جابر من اليمن،  

وتبدأ الاحتفالية الافتتاحية في مدرج يوسف الصادق بكلية فاروق، بكلمة نائب مستشار جامعة كاليكوت الدكتور محمد بشير، ومشاركة الدكتور بي كيه أحمد، رئيس كلية فاروق، ومديرها الدكتور سي بي كوني محمد، والدكتور حسين مدوور الأمين العام للرابطة الهندية العربية، ورئيس لجنة المؤتمر، والدكتور محيي الدين كوتي، من قسم اللغة العربية في جامعة كاليكوت، والدكتور محمد عابد منسق المؤتمر.

وتشمل الجلسة الأولى أوراق الدكتور شهاب غانم(تجاربي في مجال الترجمة المليالمية إلى العربية)، وأشرف أبو اليزيد (أدب الرحلة العربي إلى الهند)، ومحمد ناصر بن علي جابر (التبادل الثقافي واتجاهاته في العلاقات العربية الهندية ما قبل الحداثة)، والدكتور حسين مدوور (خدمات علماء الهند في الحرمين الشريفين)،  والدكتور أحمد زبير (حكام المسلمين العرب في أرض ولاية تامل نادو الهندية حتى القرون الوسطى)، والبروفيسور كي إم محمد (علاج الشخصيات الهندية في قصص الخليج)، وتختتم بكلمة شكر من الدكتور يونس سالم الأستاذ المساعد لقسم اللغة العربية في كلية فاروق.

أما الجلسة الثانية فتشمل أوراق الدكتور محمد فضل الله شريف (التبادل الثقافي بين العربي ومدينة حيدر آباد الدكن في العهد الآصف الجاهي)، ويقدم أستاذ العربية في الجامعة العثمانية والكلية الشرقية الدكتور محمد عماد الدين قراءته لموضوع (العلاقة الثقافية بين الهند والعرب من خلال الأدب العربي الحديث)، ويحمل عنوان ورقة المحرر الأدبي محمد حسين البشري ، في جريدة الخالد اليومية بحيدر آباد (الهند هندك … إذا قل ما عندك)، ويتحدث الدكتور عبد المجيد عن (الإمتزاج الثقافي والاجتماعي بين الشعب الملباري والتعزاليمني)، ويقرأ الدكتور محمد صفي الله خان (دور داشرة المعارف العثمانية في التبادل الثقافي ين الهند والعرب)، وتختتم الجلسة بكلمة شكر للدكتور ساجيت إي كيه، الأستاذ المساعد لقسم اللغة العربية في كلية فاروق.

وتقدم الجلسة الثالثة قراءات متعمقة للتواصل الثقافي بين الأمتين، فيبحث عبد  الوهاب كيه (الهند في الرحلات العربية المعاصرة)، ويقرأ وسام حسن رجا (التفاعل الثقافي بين الهند والعرب عبر العصور)، أما شاميم أحمد فيرصد (التفاعل الثقافي والحضاري بين الهند والعرب)، ويكتب محمد طارق عن (العلاقات والتواصلبين الهند والعالم العربي)، ويتابع محمد حسن (الصلات العربية ـ الهندية في مراحل مختلفة)، أما محمد إعجاز فيرى إلى (الروابط التاريخية للعلاقات الهندية والعربية والعمل على تقويمها وتعزيزها).

وفي الجلسة الرابعة يقدم الدكتور ن. عبد الجبار (مساهمة الأدب الشعبي الهندي في تنمية الأدب القصصي العربي)، وتقدم باحثة الدكتوراه سابينا كيه دراستها المعنونة (انعكاسات الثقافة الهندية في رواية حديقة خلفية لأشرف أبو اليزيد)، أما عنوان دراسة روبينا يو تي فهو (الإمتزاج الثقافي والإجتماعي والتجاري بين الشعبين الهندي والعربي). وتختتم بكلمة شكر للدكتور عبد الجليل م. الأستاذ المساعد في قسم اللغة العربية بكلية فاروق. وأخيرا تحتفي الجلسة الختامية، والدكتور مصطفى الفاروقي، وعميد كلية روضة العلوم بضيوف المؤتمر العرب. 

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *