خاص- ثقافات
*أسامة غالي
أحياناً يقلّبُ الْمَرْءُ أفكارَهُ، ليجدَ وسيلةً للحياةِ في المقبرةِ،
وأعني هذا العَالَمَ المكتظَ بالموتى!!
1
“أم نحن بدء الناس كل تراثنا أنصاب طين”
السياب
آواه يا زمنَ الأسى
أوَ ترسمُ الأخطاءُ
خارطةَ الطريقْ !
أيعلّمُ الغرباءُ
حكمةَ موتِ دجلةَ
والنوارسِ
و انهيار العشبِ
في المدنِ البعيدةْ !!
2
“العالم موحش كأنما يجترّ حطامَ ليلته الأخيرة في قلبي”
سيف الرحبي
ومضيتُ أبحثُ عنكَ
في لَيْلِ المدينةِ خائفاً
مِنْ أعْيُن الواشينَ، مِنْ رَصَدِ المخافرِ،
غابتْ الأصواتُ
غُلّقتْ الشوارعُ
والمنازلُ أُوصدتْ أبوابُها
وبقيتُ وَحْدِيّ و الظَّلامْ ..
مِنْ بعدِ حُلْمِك مَنْ يجيء ليعصِمَكْ
الــرَّبْعُ كالأعــــداءِ تَرقبُ مَأتَمـــكْ
………….
…………
في ذلك اليوم المُخِيفِ
أسيرُ والطرقاتُ تنظرُ لي برفقٍ،
والسماءُ بلا عيونْ.
مضيتُ أبحثُ عنكَ
لكنْ دونَ جَدْوَى!!
3
إلى: (أـ غ) طبعاً
لا…
لنْ أصدّقَ، هكذا
سنعودُ ما بعدَ الهزيمةِ
هادِئينَ…
وقادرينَ على انتحالِ الصمتِ
ليسَ بوسعِنا تهشيم ما وضَعَ الجُحودُ مِن الحواجزْ
****
رُبّما..
صدَّقتَ ما قالَ المجازُ لغيمةٍ مرتْ:
سيقتلُكِ الهواءُ..
ورحتَ تنعتُ كلَّ مَن مرّوا على جسدِ القصيدةٍ قاتلينَ!!
ورُبّما أخطأتَ..
في درسِ الصداقةِ مَرّةَ،
أو مرّتين..
ورُبّما..
حُزْناً هَجَستَ لعاشقةْ!!
لفراشةٍ حَطّتْ…
وطارتْ تصطفي الكلماتِ
مِن فَوْضى الأغَانيّ
والحنينِ المرّ..
4
“يقتلني نصفُ الدفء، ونصفُ الموقفِ أكثر”
النواب
حسناً
سأضعُ كُرسيّاً في حديقةٍ عامةٍ
وأدعُو القطَّ،
أي قِطٍّ أحمقٍ
ليجلسَ ويتحدثَ
عن سقوطِ غرناطةٍ
أو انهيارِ الاتحاد السوفيتي
أو عن قرى الملحِ
والفلاحِ الأعزَل..
رُبّما يهدَأ قليلاً من عُقدةِ التاريخِ
ويتذكرُ جيداً
أنه مجرد قِطّ أحمقٍ لا أكثر!!
5
“في ذِمَّةِ اللهِ ما ألقَى وما أجِدُ…”
الجواهري
ذهبنا معاً ..
كانَ حبّاً يضيءُ الطريقَ
وعطراً تجيءُ به الريحُ
يُغوي الخُطى
كيفَ لي أن أرى الوجنتين
يضمان بردَ الشتاءِ
و حُمْرَةَ وقت الغروبِ
و عينين واسعتين بوسعِ المدى
كنتُ أرنو إلى وجهِها فأتيهُ
وتأسرني الابتسامةُ
حينَ ذهبنا معاً ..
كانَ حبّاً يدثّرنا بعباءته
مِنْ رذاذِ الندى
أسيبقى
ونبقى معاً بعد هذا المسيرِ؟
تجيبُ بدمعتِها
…………….
…………….
أي حزنٍ بدا!!
كيف حلَّ الشّذى
وافترقنا،
وكانَ اللقاءُ الأخير.
________
*العراق