إيمان متأخر

خاص- ثقافات

*سيومي خليل

ستؤمن بعد لأي
أن الأرض لا تحب
وأن السماء فوقها لا تحب
وأن كل شيء يشبه كل شيء
وأن لا فرق يذكر بين العوسج
وورد القطلب
كيف لن تؤمن بأن نفس حبات المطر
تتساقط العمر كله
وأنت من كنت تعيش السحاب الأسود؟
ستغادر كأي جندي المعركة
لتجلس على تل مترب
تراقب ما سيحدث
بين الله والشيطان
فيك
وفيهم
ستفرك يديك كي يخرج من بين أصابعها
قدر جديد
لكنك لن تنجح إلا في كسر السبابة
لتكتب بها دعاء جديدا
سيفقد الطريق إلى عشتار
ولن يخصب رحمك أبدا
بل سيصير مستودعا لأعشاب
الوهم الصفراء
كيف لن تؤمن بأن اليد
نفسها هي من تكتب
وأنت لم تر أقلام حبر
كثيرة ؟
ستغادر كل الأوراق
لتستقر في الفهرست
تشير
إلى العناوين بكل اقتضاب
ممكن
وتؤشر
على أرقام الصفحات
دون أن تتصفح أي شيء من صحيفتك
وككل حلم ثائر
ستنتفض قليلا
قليلا فقط كي تعلن أن حرف لا
حرفك
وسكناك
وصمتك
ومع ذلك كان مداده يتطاير
كأنه تشكل من جراد صغير
لتظل هناك دون دفئه
كيف لن تؤمن أن اللغة
كافرة
ودلالاتها ذنب
في حق المشاعر
وأنت الذي استيقظ ليجد
لسانه متمردا عليه؟
ستغادر المعنى الأصيل
من كل شيء
وستختلي في ساحة التأويل
تبني عليها عرائشك
من قش
ومن نوافذها تطل
على السماء.

شاهد أيضاً

قصة “الظل” لإدغار آلان بو

(ثقافات) قصة الظل[1]. إدغار آلان بو ترجمة: عبد القادر  بوطالب                أنت الذي تقرأ ما …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *