باريس – كشف معرض افتتح الاثنين بمعهد العالم العربي بباريس بعنوان “أحاول رسم نور العالم”، وجها مشرقا آخر للكاتب والشاعر المغربي الطاهر بن جلون.
وهذا المعرض الفني ليس الأول للطاهر بن جلون، إذ يأتي بعد معارض أخرى أقيمت بكل من روما وميلانو ومراكش وطنجة، وللمرة الأولى بباريس.
يعكس المعرض مسارا خاصا يتمحور، بحسب مندوبه، حول أربع مجموعات متمايزة، حيث تعرض لوحات ضمن حوار فني على غرار أعمال هينري ماتيس وفؤاد بلامين، ومحمد القاسمي أو الشعيبية طلال.
وتبرز المجموعة الأولى الصلة بين الرسم والكتابة، من خلال لوحات تضم قصائد شعرية، فيما تجمع الثانية بين تركيبات هجينة لا هي بحروف ولا خطوط.
وتتميز المجموعة الثانية بلوحات على شكل أبواب مفتوحة على عدة آفاق، فيما تتشكل الرابعة من سلسلة من اللوحات المستوحاة من المدينة الإيطالية الصغيرة ماتيرا المتوأمة مع مدينة فاس، حيث ولد الطاهر بن جلون وترعرع.
وقال الطاهر بن جلون في تصريح صحافي إن هذه اللوحات الملونة والمضيئة “تنبعث منها الطمأنينة وبهجة الحياة، إنها تعكس ألم العالم، وأنوار العالم، وأنا أمر من الألم النور”.
وأضاف “إني أنقل نور المغرب في كل مكان. بلدي هو مصدر إلهامي، وأحاول منح المغرب الجانب الأكثر بهجة والأكثر إضاءة”. وقال “هناك بهجة حياة في المغرب والناس يستطيعون بتفاؤل أكثر تجاوز صعوبات الحياة”، مضيفا “لدى بعض الناس نور ينسي المآسي التي خلفها الأوغاد”.
وقد حافظ الطاهر بن جلون في لوحاته على الكتابة والشعر، من أجل التذكير بمساره، كما يعرض مجموعة من المخطوطات تكشف بوضوح الصلة والفجوة بين الكتابة والرسم.
ويضم المعرض الذي يستمر إلى غاية السابع من يناير المقبل ثلاثين لوحة أنجزت مؤخرا من قبل هذا الفنان والكاتب المغربي، فضلا عن 15 مخطوطا.
وبالموازاة مع هذا المعرض يقترح الطاهر بن جلون من 20 إلى 22 أكتوبر الجاري لقاءات مع كاتب السيناريو، جان كاريير، والمنشط التلفزي والناقد الأدبي بيرنار بيفو، فضلا عن برمجة لقاءات شباب وتلاميذ، بمناسبة “البطاقة البيضاء” التي منحها معهد العالم العربي إلى هذا الكاتب المغربي الحائز على جائزة الغونكور سنة 1987.
وتندرج هذه اللقاءات والمعرض الفني في إطار الاحتفال بالذكرى الثلاثين لتأسيس معهد العالم العربي بباريس، والذي تميز بالخصوص بتنظيم البينالي الثاني لمصوري العالم العربي المعاصر، والذي تم خلاله تكريم المصورة المغربية الراحلة ليلى العلوي.