خاص- ثقافات
*محيي الدين كانون
1
هناكَ طريقُ سريُّ تألفه القلوبُ …
كلّما باعدتْ المسافاتُ …
2
سوف أتوقفُ عن حبِّكِ…
و لتذبلْ الورود ..
لا يهمْ …
و لتتعطلْ الساقية …
لا يهمْ …
ترحل عصافيري و أشواقي معها ..
لا يهمْ …
يموت الربيعُ في داخلي …
لا شيءُ يهمُ …
3
ماذا يُرِيدُ منّا حضرةُ الكَلْب …
مجاراتهُ في النَّبْحِ …؟!
4
في الهزيع الأول يرْكَبُ جناحية وحيداً…
يغرد الغرنوق في سماء الليل لوحده …
أفجعني هذا الطائر العظيم …
منذ سنوات أرقبه بعد عودته من البحر…
يمرُّ على فناء بيتي …
يعطي التحية بتغريدتين حزينتين.. .
يسقط الكتاب من يدي…
وأنا أشرع أذْرِعي على المدى للنجوم
يداهمني تعب يومي…
فاعانق وسادتي و وسادتي …
وأغرق بثقل أجفاني…
في لُّجَةِ النّومِ …
5
لن أقولها ….
ولن تسمعيها …
سأحملها في صدري …
وحينما يجنُّ الليلُ أُسرّحُ قلْبِي مع النُّجُوم …
أذْكُرُ له الأيامَ الخوالي …
وحين يداهمُ النومُ جفوني ويثْقلها …
أُنادي قلبي ..
أُحْملهُ رسالتي إليها…
وأنام …
6
في حقلنا المترع الجميل ..
عراة و حفاة…
خزنة و لصوص ..
وسلالة من البكائيين و الشحاذين …
7
لا أحد يعلم أنّي أرسمُ قمرَ وجهِها…
علي صفحة الليل …
وأشرع بفتح نافذة أحلامي ..
أنثر الْحّبَّ وراء النافذة ..
لأُشْهِدَ العصافيرَ على صباحي
تلْتقطُ كل الْحَبَّ …
وتنْقر على قلْبِي …
فأصحو وقد تلاشى وجهَهَا القمري
8
في موسم اليناعةِ …
يكثرون اللصوص كالجراد …
يحلبون بقرتنا الضاحكة ويشتمونها …
و يسرقون البيض من داخل القن…
ولا يبالوون لا لخوار البقر ولا لصياح الدجاج ….!
9
– يا ليتُها بِرفْقتي في هذه البساتين الصباحيةِ الغنّاءةِ …!
– قيلَ سافرتْ برفقةِ ذويها منذ شروق الشمس …
و تركت لكَ وردةً و رسالةً …!!
–
10
اكشطْ بِممْحاةٍ الحُبِّ كلَّ بغْضاءِ …
واعزف لحنه الجميل ….
ترنيمةُ الصحوِ بعدَ غسْلِ الأشجارِ
وسوف تسقسق لكَ العصافير..
وحين تمنح الشمسَ مظلتك البيضاء ..
تعطيك الظّل …
وسيغني لأجل خاطرك المطر و الصفاء ..
11
كم هو ساحر ومجنون الرحيل إليكِ…!
أكاد أحْترقُ …!
وأصير رماداً…!
12
لن تخذلنا زهرتنا البهية…
أنْ تُورِقَ من جَديدٍ …
ويزْدهر بستانها ..
وينشد القمر سناها..
وفي الصباح تغرد لها العصافير
ولم يعد لشرشبيل واخوته وجودا في حقلنا المترع …
ولا للسفهاء …..
وسينجلي اللصوص ومطربي المعالي والسعادة…!
* شاعر وروائي من ليبيا