في هذا الكتاب ، يسجل فيصل بن الحسين اعترافات من نوع خاص عن محطة مهمة من مسيرته في العمل من أجل الاستقلال العربي فهو ، وإن خرج من دمشق بحسرة كبيرة بعد معركة ميسلون ، لم يكل عن العمل ، ولم يكف عن المحاولة والمطالبة بالاستقلال العربي . وهو هنا يوضح مقاصده وموقفه من الحليف الفرنسي الذي غدر بالعرب وبآمالهم ، ويبدأ رحلة جديدة في لحظة تاريخية كانت تمر أيامها عليه عصيبة وثقيلة في رحلة اغتراب أشبه بالمنقى ، وهو يقارع الزمان ودهاة الساسة من الغرب كي يظفر ببقايا الحلم العربي .
تظهر حسرة فيصل وندمه ، في هذه المذكرات ، بوضوح حين يقول : ” .. لقد وثقت بكلمة الجنرال غورو ، واعتمدت على وعده بأن لا يسمح للجيوش الفرنسية بالتقدم ، فأخليت المراكز من الجند ، وسرحت قسما كبيرا من الجيش ، وأجبت – أنا الرجل الأعزل – بأنني أرفض الحرب ، وقد كنت أعرف أن موافقتي على الشروط الجديدة ، لا بد أن تثير حربا أهلية في دمشق ، وأعطيت الجنرال غورو عهدا صريحا بأن أنفذ شروط 14 تموز بالحرف ، طالبا إليه ، لقاء ذلك ، إيقاف تقدم الجيوش الفرنسية نحو دمشق .. ” .