*نيرمينة الرفاعي
خاص
ضمن الأمسيات الموسيقية التي تنظمها مؤسسة عبدالحميد شومان في عمّان، قامت المغنيّة أميمة خليل بإحياء حفل في المدرج الروماني مساء الجمعة الموافق 29 تموز، 2016.
أميمة، التي تعمل مع زوجها الموسيقي هاني سبيلني على تسجيل الأغاني وتنظيم الحفلات حول العالم، ابتدأت أمسيتها بأغنية “قلت بكتبلك” التي أثارت موجة تصفيق هائلة وسط المدرجات المليئة بالحضور، أشارت بعدها إلى أنَّها سعيدة بوجودها على المسرح في الهواء الطلق وسط مدينة عمّان، كما شكرت الحضور والقائمين على تنظيم الحفلة خاصّة وأننا في وسط هذا العنف الدائر في المنطقة بحاجة ماسّة إلى الاهتمام بالثقافة والموسيقى التي تسمح لنا أن نفهم دواخلنا، كما قالت.
غنّت بعدها “أحبّك جدًّا” دون مرافقة موسيقية ولمع صوتها مالئًا المدرجات الرومانية في مسرح أوديون البلد الذي يتّسع لحوالي 500 متفرج.
بعثت الشجن بعدها وهي تغنّي لأبواب المدينة المصلوبة التي يلبسها الليل في أغنية “هنّ وعلى كتاف الوطن”، ثم صدحت بحيوية مجددًا وهي تمرّ بصوتها الجميل على وقع أغنيات “شب وصبية” و”لا تدق” و”قمر المراية” و”عصفور طلّ من الشباك”، وبين كلّ أغنية وأغنية كان صوت الجمهور يتعالى طالبًا منَّها أغانٍ معينة تعذرّت تلبية بعضها لضيق الوقت والتزام المدّرج الروماني المجاور لمدرج الأوديون الصغير بأمسيات موسيقية لاحقة.
وبينما بدت سماء المدينة سوداء خالية من أيّة نجمة فقد كان صوت أميمة وحركات يديها وابتسامتها التي لم تفارقها تضيء المكان وقلوب الحضور.
استمرَّ الموسيقى هاني سبليني بتمرير أصابعه على مفاتيح البيانو السوداء والبيضاء، كلون الفستان الذي ترتديه أميمة، وبانت معالم الانفعال والحماس على جميع أعضاء الفرقة الموسيقية الذين لم تمنعهم حرارة الطقس المرتفعة من مرافقة الإيقاع بكل حماس واستمرار أخذ التعليمات من سبليني الذي وجه كلامه إلى الجمهور أيضًا محمسًّا إيّاه لرفع صوته مع صوت أميمة.
وعلى المسرح المضاء بالألوان البرتقالية والزرقاء الدافئة غنّت من ألبومها الأخير أغنية “شو بحب غنّيلك”، وبينما اعتذرت بسبب عدم إمكانية غناء بعض الأغنيات لعدم اكتمال بعض الآلات الموسيقية كالكمنجات فإنها أنهت الأمسية على وقع أغنية “الكمنجات” التي أثارت موجة تصفيق عالية رافقتها إلى حين وقوف أعضاء الفرقة جمعلنين انتهاء الوقت، كما قام سبليني بالتقاط صورة “سيلفي” جماعية للفرقة مجتمعة، مصفقًّا بعدم رغبة واضحة في المغادرة.
وتجدر الإشارة إلى أنَّ تنظيم الحفل كان على درجة عالية من الترتيب والدقة والاحتراف.
ولدت أميمة في بلدة بقاعية صغيرة اسمها الفاكهة، وتتلمذت على يد الفنان مرسيل خليفة ورافقته في جولة ضمن الولايات المتحدة الامريكية، حيث غنّت منفردة في 16 ولاية مختلفة، مما كان يُعتبر بداية انطلاقتها العالمية.